قال بروفسور في احدى الجامعات: كنت أمشي يوما في أحد الشوارع المزدحمة، وإذا بأحد عمال النظافة أستوقفني وسلّم عليّ بحرارة، وقال لي:
كيف حالك يا دكتور؟ ألا تتذكرني؟! أنا فلان؟! قال له الدكتور: أعذرني فأنا لا أتذكرك.
بدأ عامل النظافة يسألني ويذكّرني بنفسه، حتى خجلت وقلت له أخيرا: ربما أتذكرك بعض الشيء،
فقال العامل: ولكن أنا أتذكرك جيدا يا دكتور، ولم أنسك أبدا، أنا فلان الطالب الذي قلت لي يوما بأنني لن أفلح أبدا في حياتي وفي دراستي، وقد كنت يا دكتور على حق وصدقتْ نبوءتك، فأنا أتذكر وصفك لي دائما بأنني إنسان فاشل، ولذا لم أحاول أن أكمل دراستي ولا أن أطوّر نفسي، حيث أن مصيري الفشل والخيبة كما قلت لي منذ سنين طويلة. وكما ترى فأنني أعمل عامل نظافة وبأجر زهيد.
يقول الدكتور: تأسّفتُ على حاله وودّعته وذهبت بعيدا عنه حتى لا تفضحني دموعي أمامه، وكلّي شعور بالخجل والندم على ما تفوّهتُ به على هذا المسكين في لحظة غضب، فصدّق كلامي واعتقد به!
إشراقة:
من الخطأ أن نُحبط أناساً ونعطيهم أوصافاً سلبية عن أنفسهم فيصدقوها ونكون بذلك السبب في مصيرهم الفاشل في إكمال دراستهم والنجاح في حياتهم.
فلنحذر كثيرا ولننتقي كلماتنا جيدا لأبنائنا وللناس. فالمفروض منا أن نشجّعهم ونكون إيجابيين معهم ولا نتهاون بقوة الكلمة وتأثيرها على اﻵخرين سواء كانت إيجابية أم سلبية.
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (40)، صفحة (26)