الخطاب التربوي القرآني

ترك القرآن الكريم أثراً في التربية الإسلامية، وسجّل حضوراً في مختلف النصوص التي خطتها أقلام كتّاب التربية الإسلامية، وقبل كل ذلك ظهرت مؤثراته في شخصية رمزية الأُمّة النبي الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله)، وانتقل من خلاله إلى آلِ بيته الطيبين الطاهرين (عليه السلام)، ومن ثمّ عمم ليصبح تقليداً تربوياً، يعدُّ على أساسه الوالدان ابنهما، وليتحول بعد ذلك إلى مدرسة تربوية، وقبل ذلك إلى فلسفة تربوية في الإمكان أن نطلق عليها اصطلاحا (الفلسفة التربوية الإسلامية).

 أهداف الخطاب التربوي القرآني: لكل نشاط تربوي أهداف، فما هي أهداف الخطاب التربوي القرآني في تربية الولد؟ الأهداف كثيرة ومنها:

أوّلاً: يهدف الخطاب التربوي القرآني إلى رد الولد إلى فطرته الإنسانية، فالولد هو نتاج بيئة ما، وحصيلة برامج تربوية سائدة في البيئة، ولإنجاز هذا الهدف تصدّى الخطاب التربوي القرآني إلى معالجة البيئة الاجتماعية وتصحيح الخطأ الذي وقع فيها، وبهذا المسار حققت الفلسفة القرآنية عودة الإنسان إلى أصله السليم، وتطهيره من الفساد والانحراف، وتحريره من الخوف والذل قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)[1].

ثانياً: هدف الخطاب التربوي القرآني في تأديب الولد إلى تعميق الحق والالتزام به، وذلك أن الحق مركوز في طينة الوجود البشري، وأنّ الباطل جرثومة دخيلة في تركيبات العالم، قال تعالى: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً)[2].

ثالثاً: يهدف الخطاب التربوي القرآني في تربية الولد إلى خلق الأنموذج الجديد للأُمّة، إن هذا الأنموذج خلق جديد، في عقيدته وخلقه، وتفكيره وسلوكه، وإذا به إنسان جديد لا يمت إلى جاهلية الأمس بصلة. وهذا الهدف هو الذي دارت حوله محورية الخطاب القرآني: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[3].

رابعاً: يهدف الخطاب التربوي القرآني في تربية الولد إلى تركيز تصور جديد للعالم في عقلية الولد، والمبنى الديني دعا إلى بناء عالم نظيف، والوصول بالإنسانية إلى أفق رفيع، يتفق وكرامة الإنسان، ويمكنه من الرقي بالحياة وتحقيق رسالة استخلافه في الخطاب التربوي القرآني، وإن هذا يمكن ملاحظته في تربية الولد، وفي تكوين العائلة، وبناء المجتمع، وإقامة الدولة، وعلاقاتها بالأفراد... وإنّ الخطاب التربوي القرآني يتحدث في هذا المجال عن أسلوب الإصلاح والتغيير: (إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...)[4].

خامساً: يهدف الخطاب التربوي القرآني إلى تعليم الولد كيفية التزامه بحدود الله، أي تحقيق شرع الله، ومرضاته في كل شؤون الحياة، والعلاقات الزوجية، والعائلية، والاجتماعية. كل ذلك جاء في الخطاب القائل: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ الله فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ...)[5]. إنه هدف في غاية الأهمية، فهو يدعو الولد إلى الالتزام بالشريعة ومفرداته الخاصة بقواعد السلوك والتعامل.

سادساً: يهدف الخطاب التربوي القرآني إلى توفير كل ما يؤدي إلى طمأنينة الولد واستقراره النفسي، ولذلك حث المربين إلى توفير المناخ لخلق كل ما يحقق ذلك: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا...)[6].

سابعاً: يهدف الخطاب التربوي القرآني إلى تشجيع الولد على إقامة علاقات اجتماعية مقبولة بالمنظار الإسلامي، وجاء التعبير عن إقامة العلاقات الاجتماعية في الخطاب القرآني الذي تحدث عن الأهل وذلك مناسبة لتأسيس علاقات اجتماعية وعائلية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...)[7].

تنبيه: ينبغي مراعاة هذا البرنامج الإلهي منذ اللحظات الأولى لبناء العائلة، أي منذ أول مقدمات الزواج، ثم مع أول لحظة لولادة الأولاد، ويراعى ويلاحظ بدقة حتى النهاية.

وبعبارة أخرى: إن حقوق الزوجة والأولاد لا تقتصر على توفير المسكن والمأكل، بل الأهم تربية نفوسهم وتغذيتها بالأصول والتعاليم الإسلامية وتنشئتها نشأة تربوية صحيحة.

والتعبير بـ‍ - قُوا - إشارة إلى أن ترك الأطفال والزوجات دون أية متابعة أو إرشاد سيؤدي إلى هلاكهم ودخولهم النار شئنا أم أبينا. لذا عليكم أن تقوهم وتحذروهم من ذلك.

مفهوم الخطاب التربوي القرآني للطبيعة البشرية:

ما هو مفهوم الخطاب التربوي القرآني للطبيعة البشرية؟ وكيف تتعامل التربية مع الولد في تأديبه؟ لقد بحث القرآن في الطبيعة البشرية وذلك من خلال معالجة أصل الإنسان؛ وبحدود فهم يكفي أن يكوم منطلقاً للمقررات القرآنية حول طبيعة الإنسان.

ولقد كرم الخطاب التربوي القرآني الإنسان: بإنه «مخلوق مكرم»؛ ومن هنا تأتي مهمة التكليف الإلهي للإنسان، وفي هذا المضمار تقول الآية القرآنية: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا)[8].

وفي ضوء هذا الفهم القرآني ينبغي أن يكون التعامل مع الولد، وذلك بأن يعود على قواعد السلوك والتعامل ككائن مكرم عند الله تعالى، وكائــن مفضــل عــلـى بقية الكائنات، وأنّ الخطاب القرآني في الوقت ذاته قد جعل الإنسان قادراً على التمييز بين الخير والشر، ففيه الاستعداد للخير والشر، وبذلك غرس الله تعالى الاستعداد عند الولد، وجعل عنده إرادة، والمطلوب من التربية تنميتها حتى يتمكن من الاختيار، ومن ثمّ الوصول إلى الخير والسعادة. يقول الخطاب القرآني: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)[9].

إنّ التربية هي تزكية للأفعال، فمطلوب من تربية الولد أن تقوم على تعويده وحمله على إتيان فعل الخير والابتعاد عن عمل الشر.

إن ما تتميز به الطبيعة البشرية هو قدرتها على التعلم والمعرفة، فقد زوده الله تعالى بكل أدوات هذه القدرة، ولذلك نبه المبنى القرآني المربين إلى التعامل مع الولد على أساس أنه يمتلك القدرة على التعلم والمعرفة: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[10]. أمّا أدوات القدرة على التعلم والمعرفة فمنها السمع والبصر والفؤاد (.. وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[11].

إنّ القرآن لم يكتفِ بتكريم الإنسان، بل حمله مقابل ذلك مسؤولية عظيمة، وكلفة بتكاليف كثيرة، ورتب عليها جزاءه؛ إثابته أو عقابه: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[12].

وفي هذا الاتجاه تُعد عبادة الله من المهام العليا للإنسان، ومن خلاله الولد، فالمسؤولية المترتبة على الولد، ومطلوب من التربية أن تنميها في شخصه وتعوده عليها وهو غض صغير، عبادة الله وتوحيده. يقول الخطاب القرآني: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)[13].

الخطـاب القرآني في تأديب الولد

يتكون المنهج القرآني في تربية الولد من مجموعة أنشطة تهدف إلى تأديب الولد وإحداث الترقية له على الصعيد الروحي والعقلي، وعلى صعيد لغته وعواطفه ومشاعره... إن من الموجهات القرآنية التي تُفيد في تشكيل المنهج التعليمي ومواده وأنشطته، الخطاب القرآني القائل: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)[14]. إن مواد الأنشطة التعليمية التي شكلت المنهج في تأديب الولد هي:

أوّلاً: يهدف المنهج ومن خلال النشاط التعليمي ومواد المنهج الدراسي إلى تثبيت «الفؤاد وترسيخ الإيمان»، وهو غرض لا يتقدم عليه غرض آخر، وتكون النتيجة ولداً ثابت الفؤاد راسخ الإيمان.

ثانياً: إن من المواد التي يتكون منها المنهج «تعليم القرآن وترتيله»، إنه مكون تربوي يُفيد في بناء المنهج الدراسي للولد، فهو يبدأ بتعليمه القرآن، وتعليمه ترتيله، إن ما يقوي هذه النزعة التربوية، متابعة قرآنية في تعليم الولد، قراءة القرآن وترتيله: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)[15].

ثالثاً: هدف المنهج الدراسي القرآني إلى تركيز مبدأ الهداية وتنمية الأخلاق القويمة في شخص الولد، إن تركيز مبدأ الهداية في الذات وحملها على الأخلاق جاء في الخطاب القرآني: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ...)[16].

إن ما حمله هذا الخطاب من دلالات تربوية هي تربية الولد وتعويده على الحياة المستقيمة والأخلاق القويمة.

رابعاً: إن ما يسعى إلى إنجازه المنهج الدراسي القرآني العناية بعقل الولد وتفكيره، فقد بنيت موجهات تربوية قرآنية إلى ضرورة تحريك إعمال العقل عند الولد، وتربية ذهنه، فهي تحمله على التأمل والقياس والاستقراء، وتعويد الولد على عدم قبول أيّة قضية دون برهان أو قناعة، وينشط المنهج الدراسي القرآني إلى تعويد الولد على أسلوب المناقشة المؤسسة على مبادئ القرآن، والمستندة إلى معطيات مدعومة ببرهان. إنّ الآيات القرآنية كثيرة في هذا المضمار منها: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[17]. والآية القائلة: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[18]، والآية القرآنية (..قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)[19].

خامساً: يهدف المنهج التعليمي القرآني إلى تزويد الولد بمواد تعليمية، وتمكينه في أنشطة من التعود على التروي والتأني وعدم التسرع في الفهم أو الحكم والتعليم. وتثبيت القلب بالتدرج في الفهم: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً)[20].

سادساً: اهتم المنهج الدراسي القرآني بلغة الولد وسعى إلى تنميتها. ومن خلالها تنمية الفصاحة في لسانه وأسلوبه. يقول الخطاب القرآني المعبر: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ)[21].

سابعاً: لم يغفل المنهج الدراسي القرآني في مواده ونشاطاته، عواطف الولد ومشاعره، ولهذا لاحظنا الموجه القرآني ينبه المربين ويدعوهم للاهتمام بعواطف الولد والمتمثلة بالخوف والخشوع والرغبة والرهبة وترقيق القلب. يقول الخطاب القرآني: (الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ...)[22].

هذه هي بعض مكونات المنهج في الخطاب التربوي القرآني، وإن إنجاز هذا المنهج يتطلب أسلوباً أو طريقة في التربية والتعليم، وإنّ الخطاب التربوي القرآني قدم إفادات تُشكل معالم هذه الطريقة.

الأسلوب التربوي القرآني في تأديب الولد

لقد تنوعت الأساليب التربوية التي اتبعها القرآن في تأديب الولد فمنها:

أوّلاً: التأديب بطريقة الحوار القرآني:

تفيد هذه الطريقة في تكوين شخصية الولد، وتحمله على استيعاب الموجّهات القرآنية في المعتقدات والعبادات وقواعد السلوك والتعامل.

 ومن الشواهد التي يذكرها القرآن على هذا الأسلوب التربوي، الآية القرآنية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً)[23]. والآية القرآنية (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ...)[24].

ثانياً: التأديب بطريقة القصص القرآني:

اعتمد القرآن في تأديب الولد على طريقة القصص، فهي أسلوب يقدّم الدروس والعبر، ويدعو إلى الالتزام بقواعد السلوك والتعامل: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ).

فإن القصص في كتاب الله المحكم ما هي إلا للعضة والتفكير، وكل هذه الأمور هي التي تبني شخصية الإنسان، فإذا كانت القصص تؤثر على الكبير فتأثيرها على الولد الحدث أشد وأسرع، ومن هنا وجبت الاستفادة من هذا الفن في تثقيف الولد بما يجب عليه أن يتعلمه من خلال القصة لكونه أقرب لنفسه وأحب لفؤاده.

ثالثاً: التأديب بطريقة العبرة والموعظة:

من الأساليب التربوية التي استند إليها القرآن في تأديب الولد، طريقة العبرة والموعظة، ففي العبرة يقول القرآن: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[25]. أما التربية بالموعظة فتعبر عن هذه الطريقة الآية القرآنية: (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ...)[26].

رابعاً: التأديب بطريقة القدوة:

اعتمد القرآن هذا الأسلوب التربوي في بناء شخصية الولد وتعويده على التعاليم الإسلامية الصحيحة وذلك من خلال الاقتداء بالرموز واتباع خطواتهم في تكوين الشخصية والالتزام بقواعد السلوك التي اتبعها، يقول الخطاب القرآني: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...)[27].

خامساً: التأديب بطريقة الترغيب والترهيب:    

استخدم القرآن في تربية الولد أسلوباً تربوياً يُعرف بطريقة الترغيب: أي إثابته عندما يقوم بعمل مرغوب، والترهيب: أي معاقبته عند ارتكابه خطأ، يقول الخطاب القرآني: (...فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[28].

 


[1] سورة الأعراف: آية 172.

[2] سورة الإسراء: آية 105.

[3] سورة الأنعام: آية 122.

[4] سورة الرعد: آية 11.

[5] سورة البقرة: آية 229.

[6] سورة الأعراف: آية 189.

[7] سورة التحريم: آية 6.

[8] سورة الإسراء: آية 70.

[9] سورة الشمس: آية 7 -10.

[10] سورة العلق: آية 3-5.

[11] سورة النحل: آية 78.

[12] سورة الزلزلة: آية 7-8.

[13] سورة الذاريات: آية 56.

[14] سورة الفرقان: آية 32.

[15] سورة القيامة: آية 16-19.

[16] سورة الإسراء: آية 9.

[17] سورة محمّد: آية 24.

[18] سورة الزخرف: آية 3.

[19] سورة النمل: آية 64.

[20] سورة الإسراء: آية 106.

[21] سورة العنكبوت: 49.

[22] سورة الزمر: آية 23.

[23] سورة النساء: آية 41.

[24] سورة البقرة: آية 211.

[25] سورة يوسف: آية 111.

[26] سورة البقرة: 232.

[27] سورة الأحزاب: آية21.

[28] سورة آل عمران: آية 175.