كان العالم الواعظ والناصح التقي السيد محسن الأعرجي الكاظمي معروفاً بزهده إلى جانب صفاته الحميدة الأخرى.
فمن زهد هذا العالم قناعته برزقه المتواضع، وبيته البسيط، إلى درجة لم يكن عنده شيء (كالمنضدة) ليضع عليها المصباح حين المطالعة، فنظر إلى جانبه يوماً، فرأى بعض الآجرّ فصفّه على بعضه، ووضع المصباح عليه، وانكفأ إلى المطالعة.
ذات مرّة رأى أحد كبار العلماء واسمه زين العابدين السلماسي في منامه بيتاً كالقصر، وسيع كالساحة، مذهَّب الجدران، يَسُّرُ الناظرين والساكنين.
فسأل: لِمَن هذا البيت ؟
قيل له: إنه بيت محسن الكاظمي.
فتعجب وقال: إن بيته في مدينة الكاظمية (بالعراق) بيت متواضع ذو باب صغير، من آين له هذا البيت العظيم؟!
أجابوه: إنه دخل من باب صغير، وقنع بالبيت الحقير، فدخل باباً كبيراً، وسكن بيتاً قريراً، وهكذا اعدّ له الله معيشته واسعة مرفّهة جميلة.
قال تعالى: (.... وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ)[1]. نقلاً عن كتاب قصص وخواطر: ص360.