تعتبر مدينة سامراء من المدن المهمة في العراق، حيث تكثر فيها المعالم الأثرية التي يرجع تاريخها للعهد العباسي، ومن أبرز هذه الآثار التي لا تزال شاخصة للعيان جامع الصاحب، وهناك مساجد أخرى أنشأت قديماً وحديثاً وفي هذه المدينة أشهرها جامع الصاحب أو الجامع الكبير.
موقع الجامع:
يقع هذا الجامع وسط الصحن العسكري، وله قبة مبنية بالكاشي على شكل مدور وجميل، وهذا الجامع من أفخم وأكبر الجوامع في مدينه سامراء في وقتنا هذا، ويسمى أيضاً بجامع المهدي نسبة للأمام محمد المهدي بن الحسن العسكريC، وقام بإنشائه احمد الناصر العباسي سنة (606هـ)، وقد أشار السماوي في منظومته وشائج السراء في شأن سامراء قوله:
ثم أتـــانا النـــاصر العــــباس بفيض جــــود وضــــرام بأس
فعمــــــر القبــــة و المــــأذنا وزاد في تشيــــدها المحــــاسنا
وزين الــروض بمـا قـد ابتـهج وعقد السـرداب في صنع الازج.
بناء الجامع:
القبة مستديرة الشكل، يبلغ محيطها (45) متراً و(32) سنتمتراً، أما قطرها فيبلغ (15) متراً و (11) سنتمتراً، وكان قد أُجري تعمير على هذه القبة، حيث رفع الكاشي والطابوق وأعيد من جديد خلال سنتي (1376-1377 هـ) من قبل وزارة المالية العراقية.
ولهذا الجامع باب رئيس واحد يقع من جهة الشمال، وأمامه طارمة ضخمة مبنية على الطراز الحديث، أنشئت من قبل وزارة الإسكان وأكملت سنة (1381هـ -1961م)، ويبلغ ارتفاعها نحو (15) متراً، وطولها نحو (32) متراً، وعرضها نحو (18) متراً، وبالجانب الشرقي من هذه الطارمة محل خاص لحفظ الأحذية.
أما القبة، فأمامها رواق له ثلاثة أبواب تؤدي إلى داخل القبة وسرداب الغيبة، وفوق قبة الجامع تعلو مكبّرة الصوت، كما توجد كتابة جميلة فوق الباب الأوسط للرواق، وهي عدة أبيات باللغة الفارسية بخط بديع، وتحتها تاريخ خطها مما يدل على أنها كتبت سنة (1225هـ)، والجامع يتكون من أربعة رواقات، في الرواق الوسط يوجد (المحفل)، وهو محل خاص لقراءة القرآن الكريم في أيام الجمع والأعياد، وله درج يصعد أليه من داخل القبة، أما المنبر والمحراب فمبنيان على الطراز الحديث.
والجامع مصبوغ بألوان جذابة زاهية وبديعة للغاية.
فائدة عامة:
خطوات تحصد حسنات:
إنّ أوّل الآداب الّتي حثّت الروايات الشريفة عليها أن يأتي الإنسان مشياً على قدميه إلى المسجد، وجعلت في مقابل ذلك الثواب الجزيل، فقد روي عن الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) قال: «من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكلّ خطوة خطاها حتّى يرجع إلى منزله عشر حسنات، ومُحي عنه عشر سيّئات، ورُفع له عشر درجات»[1].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس إلا سبحت له الأرض إلى الأرضين السابعة»[2].
المصدر: بيوت المتقين (84) شهر جمادى الأولى 1442هـ