الجواب:
التسمية بعبد الحسين وعبد الزهراء وعبد الرسول ونحو ذلك جائزة، إذ ليس المقصود من العبوديّة هو المخلوقيّة أو تأليه المعصومين (عليهم السلام) بل المراد خضوع الطاعة لهم والخدمة احتراماً لهم كما أمر بذلك القرآن الكريم: (أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)[1].
هذا مع أنّ العبوديّة في القرآن المجيد والفقه على أقسام:
منها: عبوديّة المخلوقيّة وهي مضافة لله تعالى خاصّة.
ومنها: عبوديّة للطاعة، ومنها: عبوديّة ملك المنفعة، وهو الذي يسمّى ملك الرقبة في كتب الفقه عند جميع المذاهب الإسلاميّة، وأطلقوا على ذلك الباب الفقهي اسم كتاب العبيد والإماء وبيعهم وشراؤهم، وهم الكفّار الذين يؤسرون ويُغنمون، فيقال: هذا عبد فلان، وغلام وجارية فلان، وأشار إليه القرآن الكريم: (عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ)[2]. فالمملوكيّة ههنا ليس بمعنى الملك التكويني للخالق على مخلوقه بل هو الملك الاعتباري التخويلي، وهو ملك المنفعة المسمّى بملك الرقبة.
فلم يستشكل أحد من المسلمين في قراءه هذه الآية ونظيرها من الآيات الواردة في العبيد، ولا استشكل أحد من الفقهاء في كتابة كتاب العبيد والإماء؟! وليس إلّا؛ لأنّ استعمال العبوديّة على معان وأقسام مختلفة لا بمعنى المخلوقيّة.
مجلة اليقين العدد (23)