سنأخذك عزيزي القارىء هذه المرة إلى البرازيل أكبر دول أمريكا الجنوبية والتي تمثل مساحتها 47% من مساحة القارة وهي أيضا خامس دولة في العالم من حيث المساحة تقسم البرازيل إدارياً إلى (27) ولاية ومن الولايات البرازيلية ولاية برنا وعاصمتها كوريتيبا، وهي المدينة الثقافية في البرازيل وتعد ثاني أكبر ميناء فيها ومن المدن الجميلة الشبيهة بأوروبا، حتى قيل عنها بانها أوروبا البرازيل، وفيها بنايات تأريخية جميلة.
في هذه المدينة ـ عزيزي القارئ ـ يقع مسجدنا الذي نتحدث عنه، إنه مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو من المساجد الكبيرة والقديمة نسبيا حيث بني في سنة 1972م، ويتميز هذا المسجد باجتماع المسلمين من كل الطوائف فيه لإقامة الصلاة اليومية وصلاة الجمعة بإمامة أحد طلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية، وهو من أبناء النجف الأشرف.
بناء المسجد كبير ويضم بالإضافة إلى فناء المسجد الداخلي حسينية ملاصقة له ومكتبة تضم مجموعة من الكتب والأقراص الليزرية التي تهم المسلمين باللغة البرتغالية.
وتقام في هذا المسجد مجموعة من النشاطات الثقافية من قبيل الدروس العقائدية اليومية التي يقيمها إمام المسجد للمستبصرين الذين تحولوا حديثا للدين الإسلامي، والذين عادة ما يكونوا بحاجة إلى التثقيف الديني والعقائدي بشكل خاص، فتقام عصر كل يوم سلسلة من المحاضرات بهذا الخصوص.
وسبب قدم هذا المسجد قامت الحكومة بجعله ضمن التراث الأثري لهذه المدينة فاكتسب شهرة إضافية جعلتهم محطاً للأنظار وقبلة لطالبي التعرف على الثقافات والأديان المختلفة.
ولذا كان مما يُميز هذا المسجد كثرة الزائرين له من الأديان الأخرى ـ وأغلبهم من المسيحيين ـ لأجل التعرف على الإسلام ورؤية هذا المسجد الذي ذاع صيته في هذه المدينة.
ويزداد العدد في أيام الأحد ـ باعتباره يوم عطلة ـ حتى يصل في بعض الأحيان إلى (500) شخص ـ على ما أخبر به أحد المسؤولين عن المسجد ـ وقد كان هناك تسجيل فيديوي لما يحصل في هذا اليوم، حيث تقوم بعض النساء المتحولات للدين الإسلامي من البرازيليات بإعطاء قطعة قماش للنساء لتغطية رؤوسهن عند باب المسجد، وكذلك يوجد رجل في الباب لاستقبال الزائرين الرجال كما صادف أن جاء في أثناء تواجد الوفد المرسل من قبل العتبة شخصان من المسيحيين (ولد وبنت) دخلوا إلى المسجد لغرض التعرف على الإسلام وكانا مكلفين بإعداد تقرير عن الإسلام في الكلية التي يدرسان فيها.
وقد ابلغني القائمون على المسجد أن هذه الزيارات المتكررة تؤدي إلى كثرة المتحولين للدين الإسلامي من المسيحيين فلا يمر يوم إلا ويدخل شخص الإسلام ـ على حد قول الشيخ إمام المسجد ـ ولذا تقام لهم دروس في العقيدة الإسلامية يومياً من قبل الشيخ المذكور.
المصدر: بيوت المتقين (10) - شهر رجب 1435هـ