يظهر في كل عام نوعٌ جديد من الأدوات التي يستعملها الإنسان في حياته، وهي في العادة تناسب التطور الذي يمر به الإنسان خلال حياته وتواكب متطلبات الحياة الجديدة.
وبالرغم أن سنّة التغيير والتبدّل صارت أمراً عادياً في أذهان الكثير من الناس إلا أن الآباء بالخصوص يرغبون في بقاء عقارب الزمن متوقفة عند لحظة معينة لا تتحرّك أبداً، ويرغبون أن تتراجع كلُّ الفعاليات الحياتية من أجل رغباتهم ومن ذلك التحكّم في مصير الأولاد الدراسي والذي يخضع في كثير من الأحيان لآرائهم من دون مراعاة لتوجهات الأبناء.
والآباء عموماً يعيشون حالة من الانفتاح على رغباتهم ورؤاهم الشخصية في الوقت الذي يسدون آذانهم عن سماع أي مقترح يتدخل فيه الأبناء لتحديد مستقبلهم.
ويكون الضحيّة في اختيار الآباء لمستقبل الأبناء أنْ يصاب الابن بعزوف عن الدراسة وفشل في التقدم إلى الأمام، ويبقى الآباء مع كل هذا يسومون الولد الكثير من الانتقادات اللاذعة لأنه فشل في تحقيق أهدافهم مع أن هذه الأهداف ليست أمورا يرغب فيه الشاب.
وفي الوقت الذي يتطلّع فيه الشاب لتحديد مستقبله نرى الأب يتدخّل بكلّ قوّة لتحديد مصيره من دون الرجوع إلى الواقع الذي يعيشه الابن، فيطلب من الفاشل في الدراسة أن يكون طبيباً ومن المتفوق في الدراسة أنْ يكون عاملاْ ويترك الدراسة ولو أنه ترك الأمر للولد العاقل والواعي لجنّب نفسه وولده مصاريف الدراسة التي تكون أهلية في الأغلب والمتاعب التي تلقاها الولد في سبيل تحقيق هدف ليس له أمل في الواقع.
والشاب أحيانا كثيرة يشعر أن مسيرة حياته الدراسية لا تتناسب مع وضعه الشخصي فيختصر طريقه ويعود أدراجه إلى الطريق المناسب له فيبدع فيه كل إبداع ولهذا نجد أن الآباء لو كانوا يفكرون بطريقة الأبناء لخفّفوا من الضغط النفسي على الأبناء ولأصبح طريق مستقبل الابن يحدّده بنفسه لأنه أعرف بوضعه وقدراته نعم ربّما يكون لبعض الأولاد رغبة في التكاسل، لكن هذا أيضاً له أسبابه فإن النشاط العلمي يحتاج إلى جوّ من الوئام الاجتماعي، فمن غير المعقول أنْ يحقّق النجاح مَنْ تٌلاحقه الهموم أو من يوضع في جامعة ليس له رغبة فيها لأن الأب يريد ذلك.