كان أحد أصدقائي يعمل مدرساً للتربية الرياضة في مدرسة إعدادية، وكنّا نتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي ونتبادل الأخبار والمواضيع التي تخصّنا، وذات يوم أرسل لي رسالة يقول فيها: إنّ أحد الطلبة في مدرسته امتنع أن يلعب كرة القدم في درس الرياضة بدعوى أنّها من اللهو الذي يبعدنا عن الأمور الدينية.
وطلب منّي في الرسالة أن نلتقي ونذهب إلى رجل دين ليسأله عن الألعاب الرياضية المختلفة، باعتبار أنّ مهنته متعلّقة بها، وأنّ هذا الطالب قد نبهه على أنّ الألعاب لابدّ أن تخضع لأحكام الشريعة.
وفعلاً التقينا، وذهبنا إلى المسجد في الحي الذي أسكن فيه، والتقينا بالشيخ بعد صلاة الجماعة، فسأله المدرس، شيخنا، أنا مدرس تربية رياضية، وعندي بعض الأسئلة عن الألعاب التي هي تتعلّق بمهنتي؟
قال الشيخ: أنا بخدمتك يا أخي اسلْ بارك الله بك.
المدرس: كرة القدم هي إحدى الألعاب الرياضية التي يمارسها عدد كبير من الشباب وتنفق عليها مبالغ ضخمة، ويلعبها الناس لعدّة أغراض:
أ- إمّا للّهو والمتعة وقضاء الوقت.
ب- وإمّا للحصول على الأموال والشهرة.
ج- أو لغرض تنشيط الجسم والحصول على اللياقة.
فما هو حكمها حسب هذه الأغراض؟
أجاب الشيخ: لا تحرم ممارسة لعبة كرة القدم من دون مراهنة سواءً كان الغرض منها الترويح عن النفس أم تنشيط الجسم أم الحصول على الجوائز المخصّصة للفائزين أم نحو ذلك، ولكن لابدّ من مراعاة أن لا تؤثر ممارستها على أداء الواجبات الدينية وأيضاً ينبغي اغتنام العمر وعدم تضييع الوقت وإهدار الطاقات التي وهبها الله تعالى للإنسان في غير الأغراض الدينية أو العقلانية النافعة.
المدرس: إنّ هذه الرياضة (كرة القدم) يمارسها الشباب والصغار والكبار وغالباً ما يتزامن وقت ممارستها مع وقت بداية فريضتي المغرب والعشاء مع ما لهما من فضل إذا تم أداؤهما في أول الوقت، فهل يترتب على تأخيرها لأجل اللعب إثم؟
الشيخ: تأخير الصلاة عن أول وقتها وإن لم يكن حراماً ولكن يفوّت المكلّف بذلك فضيلةُ أول الوقت، وقد عدّ ذلك في بعض النصوص المرويّة عن أهل البيت(عليهم السلام) تضييعاً للصلاة.
المدرس: ما هو الموقف الشرعي لممارسة الألعاب الرياضية القتالية، كالملاكمة والمصارعة؟
الشيخ: لا يجوز من الألعاب الرياضية ما يكون خطراً على حياة اللاعبين أو يعرّضهم لضرر شديد كما في بعض أنواع الملاكمة، ويجوز إن لم يكن فيه ضرر بليغ.
المدرس: ما هو الموقف الشرعي للعاملين في الصحافة الرياضيـة من محررين مصورين؟
الشيخ: لا بأس بعملهم ما لم يشتمل على محرّم كالترويج للألعاب المحرّمة ونحو ذلك.
المدرس: ما هو الموقف الشرعي لارتداء اللاعب الملابس الرياضية القصيرة (الشورت)؟
الشيخ: يجوز ذلك في حدّ ذاته للاعبين الرجال.
المدرس: ما رأي سماحتكم برياضة كمال الأجسام كرياضة فقط؟
الشيخ: تجوز في حدّ ذاتها وربما تحرم لجهات أُخَر كما لو كان فيها مخاطرة بالحياة أو بالأعضاء وتجب مراعاة الستر الواجب ويجوز كشف ما عدا العورة إن لم يكن أمام النساء ولم يكن بهدف إلقاء المرأة في النظر المحرّم.
المدرس: اتحاد رياضي يريد أن ينظّم بطولة فيه لإحدى الألعاب، هل يعتبر وضع مبلغ من المال كجائزة والإعلان عنها قبل المباريات من المراهنات؟
الشيخ: تخصيص الجائزة من الجهة المنظمة للمباراة للطرف الفائز لا بأس به في حدّ ذاته.
المدرس: لعبة (البيليارد) خلت ضمن الألعاب العالمية الرسمية، ولها مدارس وتدريبات وتأهيلات خاصة بها، وما حكم لعبها، و بيعها، وشرائها؟
الشيخ: لا يجوز مع الرهان بل وبدونه على الأحوط وجوباً، ولا يجوز بيعها وشراؤها في الفرض.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (56)