تأبى بعض النفوس المريضة والعقول المتحجّرة إلا أن تُصر حقداً وعناداً على نفي ولادة حجة الله وخليفته بالحق الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، مع أن الأحاديث المتواترة والمستفيضة تؤكد قضية الإمام الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أساساً وأنها حتمٌ مقضيٌّ لا بداء فيه ولا نسخ، بل هناك من الأحاديث من الفريقين والأقوال من الجانبين ما يغسل أدران التشكيك في ولادته وطول عمره (عليه السلام)، وبالتالي فإن إشاعة التشكيك ونشر الشبهات حول قضية ثابتة ومقطوع بها لهو أمر غير مبرر إلا بالحقد والكراهية والإصرار على الخلاف والعناد، فما ذنب شيعة أهل البيت (عليهم السلام) إذا كانوا معتقدين بقضية أثبتها الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأكدتها كتب القوم وعلماؤهم؟
وخذ أيها القارئ العزيز هذه الأقوال التي تدل على ولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من أقوال أهل السنة والجماعة، وقبل نقل الأقوال نود أن نسرد رواية عن طريق العامة تثبت الولادة الميمونة للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهي:
عن ابن عباس، قال: قَدُمَ يهودي يقال له نعثل، فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تُلَجْلج في صدري منذ حين ... إلى أن قال: فأخبرني عن وصيك من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال ـ أي النبي (صلى الله عليه وآله) ـ إن وصيي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين، قال: يا محمد فسمّهم لي؟ قال: إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر..)[1].
وأمّا الأقوال فنكتفي بما يلي:
1- قال ابن خلكان (تاريخ ابن خلكان ووفيات الأعيان: ج3، ص316): (أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر، على اعتماد الإمامية، المعروف بالحجة وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهديّ ... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين و مائتين، ولما توفّي أبوه كان عمره خمس سنين، واسم أمه: خمط، وقيل: نرجس).
2- قال القندوزي الحنفي: (المُحقَّق عند الثقاة أن ولادة القائم (عليه السلام) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء).
المصدر: مجلة اليقين، العدد (49)، الصفحة (10).