الإعداد على الصعيد الفردي

أنّ كل فرد من المؤمنين ينبغي أنْ يكون له دور ايجابي فعّال، على المستوى الفردي والنفسي في علاقته مع الإمام (عجل الله فرجه الشريف)، ومقدار ذلك في تقريب فرج الإمام (عجل الله فرجه الشريف)، فضلاً عن أنْ يكون له دور اجتماعي في هذا الحدث الكوني الكبير، وهنا تأتي مرحلة الإعداد والاستعداد، فلابدّ على الفرد أنْ يعدّ نفسه بشكل دقيق لأنْ يكون عنصراً فعّالاً ومؤثراً بحركة الظهور المقدّس من خلال عدّة عوامل شرعيّة وأخلاقية وسلوكية، فلابدّ أنْ يلتزم بمضامين الشريعة التزاماً حرفياً ولا يحيد عن ذلك، فضلاً عن خُلقه الرفيع المؤثّر في المجتمع المترجم كل ذلك إلى سلوك عمليّ ينهض بالأفراد الآخرين إلى حالة التأسّي بهذا الفرد الذي ما انفكّ يعدّ نفسه استعداداً للظهور المقدّس.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها،لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ويحفون به، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأَمَة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق»[1].

فالإنسان المؤمن الذي تقع في رأس قائمة أولويّاته مسألة الظهور المقدّس للحجّة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) يبحث عن كل صغيرة وكبيرة تؤثّر إيجاباً في تفعيل هذه العقيدة في نفسه، كما أنّه يسعى جاهداً لإزالة ما يؤثّر على ضعفها أو خمولها فضلاً عن انحسارها بسبب العوامل السلبية، داخلية كانت في نفسه، أو خارجية من محيطه.

 


[1] بحار الأنوار:ج52،ص308.