إن الروايات التي تحدثت عن صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام مَثّلت نموذجا من نماذج الإنقاذ لأمة النصارى التي كانت حائرة في اتباع الدين الإسلامي أو البقاء على ما بقي من دينها، بالإضافة إلى أن هذه الخصوصية مَثّلت عالمية الدعوة المهدوية من جهة وعالمية الإمامة من جهة ثانية وهذه نماذج من روايات الفريقين في هذا الشأن:
أما الروايات من طرق أهل السنة:
1- البيان في أخبار صاحب الزمان: الشيخ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ب9 ما روي عن ابي هارون عن ابي سعيد الخدري في حديث طويل: (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): يا فاطمة، إنّا أهل بيتٍ أُعطينا سِتَّ خِصال لم يُعطَها أحدٌ من الأوّلين، ولا يُدركها أحد من الآخِرين غيرنا أهل البيت: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوكِ، ووصيُّنا خير الأوصياء وهو بَعلُك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك، ومنّا سبطا هذه الأُمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهديُّ الأُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه).
2- الفتن: الحافظ نعيم بن حماد المروزي (ح1333): ثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي (رضى الله عنه) قال ذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله) الدجال فقالت أم شريك فأين المسلمون يومئذ يا رسول الله قال: (ببيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح [المهدي] فيقال صلي الصبح فإذا كبر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم(عليه السلام) فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فرجع يمشي القهقري فيتقدم عيسى فيضع يده بين كتفيه ثم يقول صلي فإنما أقيمت لك فيصلي عيسى وراءه).
3- صحيح البخاري: محمد بن اسماعيل البخاري (ح3265): حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (كييف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).
وأما من طرق الشيعة الإمامية
1- تفسير فرات الكوفي: فرات الكوفي (166-12- قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس ايمانها... يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون ما هو التوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتل الله الدجال على يديه ويصلى بهم رجل منا أهل البيت، ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي؟ ألا ونحن أفضل منه).
2- الكافي: الشيخ الكليني ج8ص50ح10:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن عيثم بن أشيم عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (خرج النبي(صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورا فقال له الناس: أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سرورا فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): ... «ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال: يا محمد إن الله عزوجل اختار من بني هاشم سبعة، لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي، أنت يا رسول الله سيد النبيين وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين والحسن والحسين سبطاك سيد الأسباط وحمزة عمك سيد الشهداء وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه»).
3- دلائل الإمامة: أبو جعفر الطبري الشيعي (ص443) ( 416 / 20 - حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا عبد الجبار بن شيران بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا الحكم بن أسلم وشعيب بن واقد، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «والذي نفسي بيده، إن مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى منا» ).
4- الأمالي: الشيخ الصدوق، ص287ح: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله) قال حدثنا عمي محمد بن أبى القاسم عن احمد بن هلال عن الفضل بن دكين عن معمر بن راشد قال سمعت ابا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: (اتي يهودي النبي (صلى الله عليه وآله) فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال يا يهودي ما حاجتك؟ قال أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله وانزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وأظله بالغمام؟ فقال له النبي(صلى الله عليه وآله) ...يا يهودي أن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ولا نفعته نبوته يا يهودي من ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه).
المصدر: مجلة اليقين العدد (23)