نعتقد: أنّ القرآن الكريم هو الوحي الاِلهي المنزَّل من الله تعالى على لسان نبيه الأَكرم (صلى الله عليه وآله) فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف.
وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزَّل على النبي (صلى الله عليه وآله)، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى؛ فانه كلام الله الذي (لا يَأتيِه البطلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)[1].
ومن دلائل إعجازه: أنّه كلّما تقدَّم الزمن، وتقدَّمت العلوم والفنون، فهو باقٍ على طراوته وحلاوته، وعلى سموِّ مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة، مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية؛ فانّه يبدو بعض منها ـ على الاَقل ـ تافهاً أو نابياً أو مغلوطاً كلّما تقدَّمت الاَبحاث العلمية، وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة.
ونعتقد أيضاً: بوجوب احترام القرآن الكريم، وتعظيمه بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزءً منه.
كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمسّ كلماته أو حروفه (لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ)[2]، سواء كان محدثاً بالحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها، أو محدِثاً بالحدث الأصغر كالنوم، إلّا إذا اغتسل أو توضأ على التفصيل الذي يذكر في الكتب الفقهية.
كما أنّه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه بأيّ نوع من انواع التوهين الذي يُعد في عرف الناس توهيناً، مثل رميه، أو تقذيره، أو وضعه في مكان مُستحقَر، فلو تعمَّد شخص توهينه وتحقيره ـ بفعل واحد من هذه الاَمور وشبهها ـ فهو معدود من المنكرين للإسلام وقدسيته، المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر بربِّ العالمين[3].
مجلة اليقين العدد (32)