بعدما سَمَّا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حفيدته المباركة، ضَمّها إلى صدره الشريف، وجعل يوسعها تقبيلاً، ثم وضع خدّه على خدّها، وبكى بكاءً شديداً عالياً، أَخذت دموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، فبهرت سيّدة النساء فاطمة (عليها السلام) من بكاء أَبيها، فانبرت قائلةً: مِمَّ بُكاؤكَ؟ لا أَبْكَى اللهُ عَيْنَكَ يَا أَبْتَاهُ، فأَجابها بصوت حزين النبرات: (يا فاطمة، اعلمي أَنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تنصبُّ عليها المصائب والرزايا)[1]. وهو يتحدّث عمّا تعانيه ابنته من المآسي والخطوب.