ما الدليل علی أنّ اللطم من الشعائر؟

السؤال: هل هناك دليل من روايات أهل البیت (عليهم السلام) يثبت أنّ اللطم من الشعائر؟

الجواب: اللطم نوع من إظهار الحزن والألم والمصيبة، ولا يحتاج جوازه في مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) أو مصائب المعصومين (عليهم السلام) إلى دليل خاصّ؛ وقد ورد أنّ الجزع مكروه إلّا في مصيبة سيّد الشهداء (عليه السلام)، واللطم نوع من الجزع.

كما أنّ مواكب اللطم تكون من الشعائر لأنّ المراد من الشعائر العلامات والطقوس التي تدلّ على اهتمام المسلمين بالدين وتقوّي معنويّتهم، ولأجل ذلك عبّر القرآن الكريم عن مناسك الحجّ بالشعائر، فقال تعالى: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)[1]، لأنّ مناسك الحجّ تدلّ على وحدة المسلمين وقوّة إرادتهم وتبيّن عظمة الإسلام، والمواكب الحسينيّة تكون من أبرز مصاديق الشعائر الإلهيّة.

وممّا يدلّ على جواز بل استحباب اللطم في مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب»[2]. وقد قرأ دعبل قصيدته العصماء عند الإمام الرضا (عليه السلام) وفي بعض أبياته:

أفـاطــم لو خلت الحسين مجـدَّلاً        وقد مـــات عطشاناً بشــطِّ فرات

اذن للطمت الخـــد فاطم عنـده         واجــريت دمع العــين بالوجنات[3]

مجلة اليقين العدد (16)


[1] الحج: 32.

[2] تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي: ج8، ص325.

[3] بحار الأنوار، المجلسي: ج49، ص248.