هل مات أو استشهد النبي (صلى الله عليه وآله)؟

الجواب: جاء في كثير من مصادر العامة والخاصة أن رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) عن عالم الدنيا لم يكن بسبب طبيعي، ولم يكن بسبب ما سمعناه وقرأناه في كتب التاريخ والسير أن وفاته(صلى الله عليه وآله) كانت بسبب اعتلال ومرض ألمّ به(صلى الله عليه وآله)، بل كان سبب الوفاة والرحيل بفعل فاعل! نعم ذهب بعض العامة إلى أن سبب وفاته كان بالسم، وقد سُمَّ على يد امرأة يهودية في خيبر، لكن هذا السُّمّ لم يؤثّر فيه حتى السنة العاشرة، حيث وفاته(صلى الله عليه وآله).

وعلى أي حال فإننا سنورد بعض النصوص الدالة على أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) مات مقتولاً شهيداً:

منها: ما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (لئن أحلف تسعاً أن رسول الله قتل قتلاً أحب إليَّ من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك لأن الله اتخذه نبياً واتخذه شهيداً)[1].

ومنها: ما رواه البخاري في صحيحه (ج8، ص42) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَدَدْنَا رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: لا تَلُدُّونِي! فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ الدَّوَاءَ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: لا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا لُدَّ، غَيْرَ الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ) ورواه مسلم أيضاً: ج7، ص24.

قال النووي في  (شرح صحيح مسلم: ج14، ص199): وإنما أمر(صلى الله عليه وآله) بِلَدِّهِمْ عقوبة لهم حين خالفوه في إشارته إليهم: لا تَلُدُّونِي)، وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج12، ص189):

وأما اللدود: فاحتمل أَن يكون قصاصاً، واحتمل أَن يكون معاقبة على مخالفة أَمره فعوقبوا من جنس جنايتهم.

(فها هي عائشة تُصرّح بأنها لدّت رسول الله(صلى الله عليه وآله) دواء خاطئاً مع رفض النبي(صلى الله عليه وآله) فعلهم ونهيه لهم عنه، ولكنهم يجتهدون كعادتهم في مقابل النص، ولعل ذلك تسبّب بموته(صلى الله عليه وآله)؛ كونه حصل قبل أيام من وفاته(صلى الله عليه وآله)، ومما يؤيد ذلك غضب النبي(صلى الله عليه وآله) عليهم، ومعاقبته لهم بنفس ما فعلوه معه قصاصاً لهم على غير عادته المعهودة من العفو والصفح فإنا لله وإنا إليه راجعون)[2].

مجلة اليقين العدد (43)


[1] السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي: ج4، ص 449.

[2] مركز الأبحاث العقائدية.