العمل الحسيني والحكم الشرعي

منذ أن بدأ التحضير لموسم العزاء، حتى أخذتْ التساؤلات تخطر في ذهن صاحب الموكب، فأخذ يبحث عن شخص يجيبه عن تلك التساؤلات، وفي هذا العام تعرف على أحد المشايخ، فأخذ يسأله عن الأمور التي كانت تشغل باله.

قال صاحب الموكب: يا شيخنا الفاضل تأتي أحياناً بعض النسوة لإقامة العزاء، أو قراءة الأناشيد الإسلامية في الموكب، فما هو حكم الاستماع لصوتها من قبل الرجال الأجانب؟

أجاب الشيخ: يجوز لها إسماع صوتها للأجنبي، إذا كان خالياً عن الترقيق، والتحسين المهيج له، ويجوز الاستماع إلى صوتها، مع عدم التلذذ الشهوي والريبة، ولمْ يخفْ على نفسه الوقوع في الحرام، وينبغي الاحتياط في مواضع الشك، بل الأولى عدم الإسماع والاستماع من غير ضرورة.

قال صاحب الموكب: يحدث أحياناً أن يكون العزاء في وقت الصلاة، فهل يجب قطع التعزية، والمبادرة إلى الصلاة (الظهر مثلاً) عندما يحين الوقت؟ أو إتمام مراسم التعزية؟ وأيهما أولى؟

أجاب الشيخ: الأولى أداء الصلاة في أول وقتها، ومن المهم جداً تنظيم مراسم العزاء بنحو لا يزاحم ذلك.

قال صاحب الموكب: عندما يقام العزاء الحسيني، نستخدم أحياناً طريقة العزاء البحريني، وقد تشابه هذه الطريقة أحد ألحان الغناء المتعارف في مجالس اللهو، أو في غيرها، فهل يجوز استعمال هذه الألحان والأطوار في العزاء الحسيني أم لا؟

أجاب الشيخ: إذا لم يُعلم كون تلكم الألحان من الألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب جاز استخدامها في قراءة التعزية، وإذا علم ذلك لم يجز.

قال صاحب الموكب: هل يجوز لنا فتح المحلّات في اليوم التاسع والعاشر من محرم؟

قال الشيخ: إذا كان فتح المحلّات نوعاً من عدم المبالاة بما جرى على أهل البيت(عليهم السلام) في هذين اليومين الحزينين فلا بدّ من تركه.

أضاف صاحب الموكب: إننا في شهرَي محرّم وصفر قد نقوم ببعض الأعمال التي قد لا تكون مناسبة، مثل الزواج والانتقال إلى بيت جديد، وشراء أشياء جديدة، والتزيّن في البدن واللباس، وغير ذلك، فهل يجوز لنا ذلك؟

أجاب الشيخ: لا يحرُم ممارسة ما ذكر في أيام المناسبات، إلاّ ما عُدَّ هتكاً، كإقامة الفرح والزينة في اليوم العاشر.

قال صاحب الموكب: تُقام في منطقتنا العديد من المجالس الحسينية، لعدد كبير من المآتم، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لشهادة سبط الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وأصحابه الأبرار، وتفاعل المؤمنين وتفانيهم بحب أهل البيت(عليهم السلام) جعلهم يدعمون المآتم، وذلك بالمشاركة في المجالس الحسينية، وتقديم الدعم المادي السخيّ، والمعنويّ، لتلك المجالس، حيث تُعقد العديد من المجالس في وقت واحد، وفي أوقات متقاربة، بالنسبة للمجموعات الأخرى، وأغلب هذه المجالس تقدّم وجبات الطعام (الأرز)، وذلك منذ الصباح الباكر (الساعة ٧ صباحاً)، إلى ما بعد الظهر (الساعة الثانية والنصف)، مما سبب حالة من رمي معظم هذا الأكل في أماكن النفايات، فما هو نظركم الشريف في ذلك؟

أجاب الشيخ: التبذير مبغوض، ومحرّم شرعاً، فلابدّ من اتخاذ الإجراءات اللازمة للمنع منه، ولو كان ذلك بالتنسيق بين أصحاب المآدب، ليوفّر من الطعام بمقدار ما يتيسر صرفه.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (32)