لزوم عدم تحقير المؤمن...
العالم المتقي «الشيخ محمد باقر» قال: كنت دوماً وبعد الانتهاء من صلاة الجماعة أصافح المصلين عن يميني وشمالي، وعندما كنت أصلي الجماعة خلف «الميرزا الشيرازي» أعلى الله مقامه، في مدينة سامراء صادف أن كان عن يميني رجل جليل من أهل العلم فصافحته، وكان عن شمالي رجل قروي فاستصغرته ولم أصافحه، ثم ندمت مباشرة على تصرفي الخاطئ، وقلت في نفسي: لعل الشخص الذي لا شأن له في نظري يكون شخصاً مقرباً من الله، وعزيزاً عنده، فالتفت فوراً وصافحته بأدب واحترام، فشممت منه رائحة مسك عجيبة، ليست كروائح الدنيا، وابتهجت وسررت كثيراً، ومن باب الاحتياط سألته: هل معك مسك؟.. قال: كلا، لم يكن عندي مسك في أي وقت.. فاستيقنت أنها من الروائح الروحانية والمعنوية، وأنه رجل جليل القدر وروحاني.. ومنذ ذلك اليوم صممت أن لا أحقر ولا أستخف بمؤمن أبداً.
فكم نحنُ اليوم نعيشُ أزمة الإحترام للمؤمنين!
وفي هذا الصدد نذكر جملة من الروايات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من استذل مؤمنا أو مؤمنة، أو حقّره لفقره أو قلة ذات يده شهره الله تعالى يوم القيامة ثم يفضحه)[1].
عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن الله تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي: وأنا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي)[2].
وعن الإمام الصادق، عن آبائه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث المناهي ـ قال: (.. ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب)[3].