مسجد طبريا في فلسطين

مسجد طبريا في فلسطين

هو أحد أهم مساجد فلسطين التاريخية والأثرية، وهو أحد مسجدين ارتبط اسمهما وبناؤهما بعائلة ظاهر العمر، حيث أنّ مسجد البحر هو أولهما، والمسجد الآخر هو مسجد ظاهر.

يقع مسجد البحر على شاطئ بحيرة طبرية، وهو مغلق منذُ سقوط طبرية في 19 نيسان 1948م.

تاريخ بناء المسجد:

بُني هذا المسجد سنة 1702 ميلادية، ورممه الشيخ يوسف العمر أخو ظاهر العمر في المدّة نفسها التي بنى فيها المسجد الزيداني المعروف باسم الجامع العمري والجامع الفوقاني. الكتابة الموجودة في المسجد الزيداني مؤرخة في سنة 1156 هجرية/1743 ميلادية ما يدل على أنّ مسجد البحر رُمم في تلك  السنة،  أو  قبلها  بقليل.

في سنة 1932م زار المسجد الرحالة هانس مولير والتقط له صورة فوتوغرافية وقال عنه: إنّه مسجد الجامع البحري في طبرية، والصورة موجودة في مجموعة مولير في جامعة حيفا.

شكل البناء:

- في المسجد مِئذَنة (منارة) يصعد إليها بدرج، وكان المؤذن يصعد إلى قمتها ليؤذّن للصلاة.

- على سقف المسجد قباب عثمانية وفي داخله محراب يدل على اتجاه القبلة.

- بُني المسجد على دعائم وأقواس وهذا النمط في البناء كان سائداً في المباني الإسلامية.

- كانت في المسجد كتابة تذكارية ولكن نزعت من مكانها وبقي ما خلفها مسدوداً.

- سُمّي المسجد باسم جامع البحر؛ لأنّه كان يقع تماماً على ضفة البحيرة.

- في سنة 1934م زاد منسوب بحيرة طبرية وطفح الماء، فقامت حكومة الانتداب ببناء رصيف يُسمّى رصيف النزهة.

-عمل كثير من أهالي طبرية العرب في صيد الأسماك، وكان هؤلاء يربطون مراكبهم عند المسجد ويصلون، كما صلى الناس في هذا المسجد قبل أن يبنى الجامع الزيداني.

وهذا ما يثبت أنّ المكان هو إسلامي وليس كما يدّعي اليهود إذ يسعون لتهويد المسجد.

علماً قد تم حرقه في 6 شباط/ فبراير سنة 2000 ميلادية على يد شخص مأفون ومخمور.

فائدة عامّة:

أحيّ مسجداً مهجوراً:

إنّ بعض المساجد لا يقصدها إلّا القليل من الناس لأسباب كثيرة، وإنّ هذه المساجد هي خصم لنا يوم القيامة وستشكو إلى الله عزّ وجلّ هجرانه، ويُشير تعالى إلى هذه النقطة في كتابة العزيز فيقول، (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّاَ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين)[1]، فالمقصود من العمران، ليس هو تشييد البناء فحسب بل الحضور فيها وإحياؤها بالذكر الّذي هو نوع من العمران بل أهمّ أنواعه وبالتالي يكون كلّ عمل يبعد الناس عن المساجد ويبعد المساجد عن دورها ظلماً كبيراً، وبالمقابل نهى سبحانه وتعالى المشركين عن عمارة المسجد معلّلاً ذلك بأنّهم شهدوا على أنفسهم بالكفر، فقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْر...)[2]. فعمارة المسجد من خاصّيات المؤمنين فلا يصح أن تمسّه الأيدي الملوّثة بالشرك. وقد جاء في الرواية عن الإمام الصادق(عليه السلام): «ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجد خراب لا يُصلِّ فيه أهله، وعالم بين جهَّال، ومصحفٌ معلّق قد وقع عليه الغبار لا يُقرأ فيه»[3].

المصدر: بيوت المتقين (79) شهر ذي الحجة 1441هـ

 


[1] سورة التوبة: آية 18.

[2] سورة التوبة: 17.

[3] الكافي للكليني: ج2، ص613.