منصور بن حازم البجلي (رضي الله عنه)

أبو أيّوب الكوفي منصور بن حازم، فقيه معروف له كتب منها: (أصول الشرائع) وكتاب (الحجّ)، وقد وقع في إسناد كثير من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) والتي تبلغ (360) موردا[1].

وهو ثقة عين صدوق، والرجل في غاية الوثاقة (رجال النجاشي ترجمة رقم (1101)، وله رحمه الله مناظرات عقائدية تبيّن منزلته العلمية ومكانته عند أهل البيت (عليهم السلام) نذكر مقطع من مناظرة له مع قوم من أهل الخلاف، قال منصور بن حازم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنّي ناظرت قوماً فقلت: أَلستم تعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الحجّة من الله على الخلق؟ فحين ذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَنْ كان الحجة بعده؟

فقالوا: القرآن.

فنظرت في القرآن فإذا هو يُخاصم فيها المرجئ، والحروري، والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيّم، ما قال فيه من شيء كان حقّاً.

قلت: فمَنْ قيّم القرآن؟

قالوا: قد كان عبد الله بن مسعود، وفلان، وفلان، وفلان يعلم.

قلت: كلّه؟

قالوا: لا.

فلم أجد أحداً يقال: إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وإذا كان الشيء بين القوم، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، فأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفروضة، وكان حجّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على النّاس كلّهم، وأنّه (عليه السلام) ما قال في القرآن فهو حقّ.

فقال ـ يعني الإمام الصادق (عليه السلام) ـ: رحمك الله.

فقبّلت رأسه، وقلت: إنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لم يذهب حتّى ترك حجّة من بعده كما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجّة من بعده.

المصدر: مجلة اليقين العدد (55)، الصفحة (11).

 


[1] ينظر: معجم رجال الحديث، أبو القاسم الخوئي: ج19، وموسوعة طبقات الفقهاء: ج2، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي).