كنت ذاهباً وراء الكمال

كان أحد العلماء ملمّاً ببعض اللغات الأدبية، ومتخصّصاً في فقه اللغة ولهجاتها ولكنه كان ذميم المنظر كريه الوجه.

وذات مرة أراد الشاه ناصر الدين القاجاري أن يلاطفه، فقال له: (أين كنت يوم كان الله يقسّم الجمال بين العباد)؟

فأجابه العالم ببداهة: (كنتُ ذاهباً وراء الكمال).

فأكرمه الشاه بهدايا سخية بسبب هذه الإجابة الحكيمة.

ولا بأس أن نذكر بهذا الصدد لقمان الحكيم:

كان لقمان ـ كما يروى ـ عبداً أسود حبشياً من سودان مصر عظيم الشفتين والمنخرين، قصيراً أفطس مشقق القدمين، وليس يضره ذلك عند الله عز وجل؛ لأنه شرفه بالحكمة بقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ)[1]. وقيل: خير السودان ثلاث رجال: لقمان بن باعوراء، وبلال بن رباح المؤذن: الذي عُذب في الله، وهو يقول: أحد أحد، والنجاشي: ملك الحبشة.

 


[1] سورة لقمان: آية 12.