نظام التفاهة

  نظام التفاهة

آلان دونو

الثقافة حالة حياتية تتمظهر في سلوك الإنسان في مجتمعه وفي نتاجه الإنساني ككلّ وهو بالتالي متعلّق بالزمان والمكان والعقيدة والفكر، في كتابنا هذا يتحدّث الدكتور آلان دونو عن منطق تسطيح الأمور وتسليع الإنسان وتسخير كلّ شيء للخواء والتفاهة التي تنتج مستهلكين للأفكار والمفاهيم مدجنين خانعين أمام أفكار تسليع الإنسان وتحويله إلى كائن بهيمي مسخر للحاجات الإنية (الجنس والطعام والتسوق) وبالتالي تحويل هذا الكائن إلى حصالة نقود لوحوش المال و آلان دونو‏ فيلسوف كندي، دكتور في الفلسفة من جامعة باريس. ومدير البرنامج في الكلية الدولية للفلسفة في باريس. يعيش في مونتريال، حيث يعمل محاضراً في علم الاجتماع بجامعة كيبك، التابعة لقسم العلوم السياسية. (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)، أمّا كتابه (نظام التفاهة) فيدور حول فكرة خطيرة يجب البدء بمناقشتها ومقاومتها: «نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلّق بسيادة نظام أدى تدريجياً، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة». ويقصد بذلك أشخاص بعيدين عن الفكر والثقافة والمعرفة وسيادتهم على الأجواء «ولا نعد م الأمثلة على ذلك في سيطر شركات البغاء مثل (Playboy) على مراكز البحث وشراء الذمم حتى لا يخرج أي بحث يؤدي إلى تراجع تجارة البغاء أو الشذوذ وكذلك شركات الأطعمة غير الصحية كبيبسي كولا وكوكاكولا وأمثال ذلك كثير-.

ويضيف المؤلّف: «يلحظ المرء صعوداً غريباً لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين: فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغُيّب الأداء الرفيع، وهُمّشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأُبعد الأكفاء، وخلت الساحة من التحدّيات، فتسيدت إثر ذلك شريحة كاملة من التافهين والجاهلين ذوي البساطة الفكرية».

يختم الباحث الكندي العمل بمقطع ذي نغمة ابتهالية: «أنا النكرة المسكين ما الذي يمكنني عمله؟»، يجيب دونو وكأنّه يجسّد دور هاتف سماوي: «توقّف عن السُخط واعمل على خلق توليفة من القضايا الوجيهة. كن راديكالياً». لعلّ هذ الدور الذي يقترحه دونو على الإنسان المعاصر رهانٌ يستحقّ أن يكرّس الناس حياتهم لها، وإلّا فالبشرية مُقدِمة على عالم ضيّق وبلا أفق.

مجلة ولاء الشباب العدد (66)