الجهاد في الإسلام:
الجهاد هو حجر الزاوية من بناء هيكل الإسلام وعموده الفقري الذي قامت عليه سرادقه، واتسعت مناطقه، وامتدت أطرافه.
الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين، وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفّز الهمم العالية، ويحرّك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل، والصدق في جهاد أعداء رب العالمين.
معنى الجهاد:
الجهاد في اللغة مأخوذ إما من الجُهد (بالضم) وهو الوسع والطاقة، ومعناه أن يبذل المجاهد ما لديه من الطاقة والوسع ويصرفها في سبيل اللّه تعالى.
وإما من الجَهد (بالفتح) وهو التعب والمشقة، ومعناه أن يكابد المجاهد الأمور الشاقة في سبيل اللّه تعالى، فهو كل عمل مصحوب بمشقة وعناء.
والمعنى الشرعي للجهاد هو استفراغ الوسع أي الطاقة في مدافعة الأعداء من الكفار والبغاة وقتالهم، ويهدف إلى إقامة العدل وحفظ شعائر الدين والإيمان، ومن شؤون ذلك: الدفاع عن بلاد الإسلام، والتصدي لكل عدوان يرد عليها، وهي كلمة إسلامية تستعمل بمعنى الحرب عند بقية الأمم.
ويطلق الجهاد أيضاً على مجاهدة النفس بتعلّم أمور الدين والعمل بها وتعليمها وعلى مجاهدة الشيطان بدفع ما يزيّن من الشبهات والشهوات.
الجهاد في القرآن:
1. قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ)[1]، وهذه الآية تدل على وجوب الجهاد الدفاعي بالخصوص وذلك لقوله تعالى: (الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ)، فالوجوب هنا مخصوصا لمن يقاتل المسلمين وليس شاملا للقتال الابتدائي، والمراد من قوله تعالى: (في سَبِيلِ اللهِ)، حفظ الدين ودفع استيلائهم على بلاد المسلمين.
2. قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ)[2]، معناها وجوب قتال الكفار لئلا تقع فتنة من ذهاب الدين أو المال أو السلطان أو نحوها مما تكرهون، والآية الكريمة دلت على وجوب الدفاع بقسميه الابتدائي والدفاعي.
3. قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) سورة النساء: 76، والمراد من أولياء الشيطان هم الكفار قطعاً، والدفاع هو قتال في سبيل الله.
4. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمْ الْأَدْبَارَ)[3]، معنى الآية الكريمة إذا ابتلي المسلمون بقتال الكفار فلا يجوز لهم الفرار وتولية الأدبار، بل يجب عليهم الدفاع والثبات.
الجهاد في السنة الشريفة:
1. روي عن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَه الله لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه وسَوَّغَهُمْ كَرَامَةً مِنْه لَهُمْ ونِعْمَةٌ ذَخَرَهَا والْجِهَادُ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى ودِرْعُ الله الْحَصِينَةُ وجُنَّتُه الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَه رَغْبَةً عَنْه أَلْبَسَه الله ثَوْبَ الذُّلِّ وشَمِلَه الْبَلَاءُ وفَارَقَ الرِّضَا ودُيِّثَ ـ أي ذُلِّل ـ بِالصَّغَارِ ـ أي الهوان ـ والْقَمَاءَةِ ـ أي الذلة ـ وضُرِبَ عَلَى قَلْبِه بِالأَسْدَادِ ـ أي سدت عليه الطرق وعميت عليه مذاهبه ـ وأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْه بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ ـ أي جعله مغلوبا لخصمه ـ وسِيمَ الْخَسْفَ ـ أي كلّفه المشقة ـ ومُنِعَ النَّصَفَ ـ أي الإنصاف ـ).[4]
2. وعنه (عليه السلام) أنه قال: (إن الله عز وجل فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنيا ولا دين إلا به).[5]
3. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض).[6]
4. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): للجنة باب يقال له: باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم، ثم قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله عز وجل ذلاً وفقراً في معيشته ومحقاً في دينه، إن الله عز وجل أغنى أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها).[7]
5. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي قال: يا محمد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة يوم القيامة).[8]
مقومات الجهاد:
للجهاد مقومات أساسية يقوم عليها نذكر منها:
1. الإيمان بالحق إيماناً راسخاً، فلا يدخل المجاهد ساحة المعركة وهو مضطرب الإيمان مزعزع العقيدة، فإن الإيمان قوة في الجهاد لا تقل عن قوة السلاح، فيقدم على القتال ويوطن نفسه على تقديم النفس، وأن يؤمن بحياة أفضل وسعادة أكمل وخير أشمل وهي حياة الشهداء يوم القيامة مذعناً لقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).[9]
2. أنْ نشعر المعتدين أعداء الإسلام بأننا أمة واحدة، ويتحقق فينا قوله عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِه صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) الصف:4، وقول النبي (صلى الله عليه وآله): (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا)[10] وعنه (صلى الله عليه وآله): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى)[11] فكل أرض من أراضي الإسلام من حمى الله تعالى فلا يصح أنْ نترك ما هو في حمى الله تعالى يعبث به أعداء الله.
3. بيان الغلظة على الكافرين، ونشر الرعب في نفوس أعداء الإسلام قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).[12]
4. تهيئة أماكن التدريب لتخريج قادة وجنود متمرسين على الحرب ومتعلمين استخدام أدوات القتال وآلات الحرب، ومعرفة مسالك الدخول في الحرب ليستطيعوا أن يكيدوا للأعداء، فقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يعد أعظم السبل للنجاح بما يرسم من خطط موصلة واختيار الأماكن التي ينبعث منها الهجوم.
5. أنْ ينتصر المجاهد على نفسه التي بين جنبيه وتكون أهواؤه وشهواته خاضعة لأمر الله تعالى ونهيه، فلا ينتصر على عدوه الذي يحمل السلاح حتى ينتصر على شهوات نفسه، فقد قال زيد بن علي (عليه السلام): (إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا).[13]
6. التسلح بالصبر والمصابرة والجَلَد فإن الحرب بلاء الإنسانية يصحبها نقص في الأموال والأنفس مع الخوف والاضطراب والقلق ولا علاج لذلك إلا الصبر فهو الإرادة القوية والعزم الصادق.
7. أنْ تكون القيادة مؤمنة شجاعة صابرة حكيمة ذات قرار حاسم غير مترددة وذات خبرة عسكرية واسعة.
8. أنْ يجاهد في سبيل الله لا لأجل حمية أو عصبية أو قومية، فإن هذا يؤدي إلى ضعف النفس عن القتال ويكون وبالاً على المجاهدين في وقت الشدة، فإنه لا يبقى ثابتاً في الميدان سوى المجاهدون المخلصون الذين لهم إيمان راسخ بالله وباليوم الآخر كما قال تعالى في شأن المنافقين: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلا وْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)[14] فيكون منهم دعاة التردد والهزيمة ومنهم المثبطون ومنهم من يرجفون في المجالس فلا يرون خبراً يلقي باليأس إلا أذاعوا به، وقى الله المسلمين من شرهم فإنّهم سوس الأمم الذي ينخر في عظامها ويُفسد عليها أمورها.
9. أنْ يكون ما وراء الجبهة جبهة أخرى رصينة ومتماسكة، فإن من وراء المجاهدين من المؤمنين المساندين يشدّون أزر المجاهدين ويضاعفون الجهد في تماسك الجبهة وسد احتياجات المجتمع الإسلامي فلهم يكون جزاء الجهاد وإنْ لم يحملوا السلاح، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (من جهز غازياً فقد غزى، ومن خلف غازياً في أهله فقد غزى).[15]
سنة النصر والهزيمة:
إن الله تعالى خلق الحياة وقدرها على وفق سنن ابتدعها ولم يخلقها لهوا ولا باطلا، وان من سنن الله تعالى في هذه الحياة أن من يدافع عن أرضه ومقدساته باخلاص وعزيمة فالنصر حليفه، ومن يتخاذل ويركن إلى الهوى وحب الدنيا فلن يصيب إلا الذل والهوان وهذا الأمر لا علاقة له بالعدد والعدة، فـ(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ)، ولكن مع ذلك فهناك سنن أخرى في الحياة منها سنة الابتلاء والاختبار، فالله تعالى بمقتضى حكمته ورحمته يبتلي عباده بما يرفع درجتهم ويكمل إيمانهم، فقد يكون من جملة بلائه هو أن يخسر المؤمنون في معركة ما لا أن ينتصروا، على نسق الحديث: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له)[16]، فقد تكون مصلحة العبد في الفقر أو المرض أو الخسران في المعركة، لذا فالأيام دول فيومٌ يدال للمؤمنين على أعدائهم ويوم يدال للأعداء على المؤمنين ولن يكون النصر دائماً حليفاً لأحد الفريقين ولكن حتماً سيكون للمؤمنين في نهاية المطاف، (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )[17]، وفي الحديث عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: (قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل إن من عبادي المؤمنين عباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم، وإن من عبادي المؤمنين لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم، فيصلح عليهم أمر دينهم وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين)[18].
وعقد البيعة بين الله وعباده نصه: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ....)[19]، فليس من بنوده أو شروطه النصر ـ وإنما النصر منّةٌ من الله وكرم وفضل ينزله متى شاء بحكمته وتدبيره ـ وإنما نصه بيع النفس وتسليمها لخالقها وثمن ذلك الجنة، وهذه مسألة مهمة يجب أن يفهمها ويعيها كل مجاهد في سبيل الله عز وجل. وهذه السنة (سنة النصر والهزيمة ومداولة الأيام بين الناس) جرت على الأنبياء والمرسلين، جرت على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه وجرت على من بعدهم وستجري علينا وعلى غيرنا ما دامت أنها من سنن الله في هذه الحياة الدنيا وسنن الله لا تتبدل ولا تتغير ولكن سنته في النهاية هي نصر المؤمنين.
إن المجاهد سائرٌ في دربه لا يرده عذاب ولا تفت من عضده فتنة، لا يلتفت إلى جنبات الطريق ولا ينظر إلى كثرة المتساقطين وإنما عيناه شاخصتان إلى علم العزة والكرامة..
والنصر والتمكين أو الشهادة في سبيل الله.. إن المجاهد في سبيل الله ينظر إلى الناس من علو مادام مؤمناً ومستيقناً أن الحياة فترة وتمضي وإن خسر المعركة مع الباطل في جولة من الجولات فإنه يعلم علم اليقين بأن للإسلام كرة، وللحق دولة، الناس كلهم يموتون أما هو فيستشهد... إنه يغادر الأرض إلى الجنة والكافر يغادرها إلى النار.
مسيرة طويلة:
إن مسيرة الجهاد طويلة والذي يسلّينا فيها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[20]،.. إنها مسيرةٌ خطيرة دواؤنا الشافي خلالها هو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[21]،.. إنها مسيرةٌ شاقة بلسمها لنا قوله تعالى: (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ الله عَلِيماً حَكِيماً)[22]، نعم إن الكافر يألم كما تألم.. يضحي كما تضحي.. ينفق كما تنفق.. يصبر كما تصبر ولكنه لا يرجو ما ترجوه من الله عز وجل.
المرابطة:
تعريف المرابطة:
وهي تهيئة النفس والأموال اللازمة لحفظ الحدود والثغور في بلاد المسلمين من هجوم الكافرين والمعتدين، والثغر هو الحد المشترك بين دار الكفر ودار الإسلام أو كل موضع يخاف منه، يخصص فيه جزء من المقاتلين للوقوف على الحدود حتى لا تغزى ديار الإسلام وتحمى من هجوم الأعداء على حين غرة، فالمرابطة بالثغور هي لمنع اعتداء الكفار ومناجزتهم قبل أن يوغلوا في داخل الأراضي الإسلامية، فالرباط يتضمن معاني ثلاثة:
1. الحراسة الشديدة بحيث لا تكون ثغرة ينفذ منها العدو إلى الديار الإسلامية، لأنه كما قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا).[23]
2. المرابطة تؤدي إلى إرهاب العدو وجعله في خوف ووجل مستمرين، إذ يعلم أن وراء المرابطة جيشاً يحمي الديار.
3. أن يكون هناك استعداد مستمر للقتال والتدريب فلا يؤتى المؤمنون على حين غرة.
فضل المرابطة:
حثّ الإسلام على المرابطة وبيان فضلها، قال الله في محكم كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[24] وقد روي عن سلمان المحمدي عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال: (من رابط يوماً وليلة في سبيل الله تعالى، كان كمن صام شهراً وصلى شهراً، لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة...)[25] وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من رابط يوماً في سبيل الله، يخلق الله بينه وبين النار سبع خنادق، سعة كل خندق سعة السماوات السبع والأرضين السبع)[26]، وعن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (رباط يوم في سبيل الله خير من قيام شهر وصيامه، ومن مات مرابطاً في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة)[27]، وروي عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): (كل عمل منقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة)[28]. وعنه (صلى الله عليه وآله): (عينان لا تمسهما النار أبدا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)[29]. وتختلف مراتب المرابطة في الفضل، فالمرابط بنفسه وماله وعياله أفضل الأقسام، ثم النفس وحدها وكلما كان الثغر أكثر خطراً، والمجاورون له من الكفار أشد بأساً يكون الرباط فيه أفضل، وكلما اشتد الاحتياج إليه زاد فضله. وينبغي أن يعلم أن إعانة المرابطين بالإنفاق والسلاح كثواب المرابطة.
تحميل الملف اضغط هنا
[1] سورة البقرة: 190.
[2] سورة البقرة: 193.
[3] سورة الأنفال: 15.
[4] الكافي:5/4.
[5] الكافي ج5 ص8 ح11.
[6] الكافي ج5 ص3 ح5.
[7] الكافي: ج5، ص2.
[8] الكافي: ج5، ص8.
[9] سورة آل عمران /169.
[10] ميزان الحكمة: 1/208.
[11] ميزان الحكمة: 4/2837.
[12] سورة التوبة: 123.
[13] الإرشاد، الشيخ المفيد:2/173.
[14] سورة التوبة: 47.
[15] الخلاف للشيخ الطوسي:5/517.
[16] مستدرك الوسائل: ج2، ص426.
[17] سورة المجادلة: 21.
[18] الكافي: ج2، ص60.
[19] سورة التوبة: 112.
[20] آل عمران:200.
[21] سورة محمد: 7.
[22] سورة النساء:104.
[23] الكافي: 5/5.
[24]سورة آل عمران: 200.
[25] مستدرك الوسائل: 11/28.
[26] مستدرك الوسائل: 11/28.
[27] عوالي اللآلي: ج 1 ص87 ح19.
[28] كنز العمال: ج4 ص303.
[29] كنز العمال: ج3 ص141.