عندما تغيب ثقافة الدين الإسلامي عن مسرح الحياة فإن الثقافات الأخرى تكون هي الوحي في توجيه الفرد في أفكاره وسلوكه وكل ما يرتبط بحياته، بل تكون الثقافة الإسلامية غريبة عن كثير من الشباب والفتيات الذين تلقفوا ثقافاتهم من هنا وهناك، ومن هذه المشاكل التي تعاني منها الكثير من العوائل والأسر هي مشكلة سوء علاقة الأبناء مع الآباء، وحيث أن الباب والمقال يختصان بالنساء فقط فلم يدخل في حسابنا الرجال.
يلاحظ من خلال الواقع أو الإحصائيات المسجلة عن كثير من العوائل أن نسبة كبيرة من الفتيات تربطهن علاقات سيئة أو ضعيفة مع الوالدين وبالأخص الأم، مما يؤدي ذلك إلى نشوء مشاكل كثيرة، إضافة إلى تحمّل الآثام والخطايا من قبل الفتيات بسبب إغضاب الوالدين وإيذائهم.
ولو ألقينا نظرة عن كثب في أشكال تلك العلاقة السيئة ومظاهرها فإننا نجدها على أشكال ومظاهر مختلفة، يمكننا أن نتصورها في النقاط التالية:
1- التعامل الخشن بالعصبية المفرطة مع الوالدين وبالأخص الأم.
2- عدم تلبية الكثير من رغبات وطلبات الوالدين فيما يكون فيه مصلحة للبنت، أو فيه راحة وسعادة للوالدين.
3- اللامبالاة من قبل الفتيات برؤية الوالدين ورأيهم بشأن انتخاب الأصدقاء.
4- الإفراط باستخدام الإنترنت والسهر لساعات طويلة في الليل مما يؤدي ذلك إلى أذية الوالدين.
5- عدم احترام رأي الوالدين (في بعض الأحيان) بخصوص اختيار الزوج الصالح والكفوء.
6- الزعل والتقاطع مع الوالدين لأيام وليالٍ من دون المبادرة من قبل الفتيات إلى إرضاء خاطر الوالدين.
7- الإهمال البيتي من نظافة وطبخ وغسل وترتيب، وإلقاء الحمل الأكبر على الأم، في حين أن الأم يغمرها السرور والسعادة إذا قامت الفتاة بمساعدتها ورفع الجهد عنها.
هذه الصور وغيرها هي التي تمثل العلاقة السيئة مع الوالدين، وهي علاقة كفيلة بأن تصنع جواً مشحوناً بالكآبة والتقاطع الأسري، وهي علاقة فيها محاذير أسرية واجتماعية ونفسية، فضلاً عن حرمة بعض الصور حرمة شرعية.
فأملنا بالنساء وبوعيهن أن تكون ثقافتهم ثقافة دينية قرآنية، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيماً)[1].
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (46)
[1] سورة الإسراء: 23.