قال الشيخ عبد الله في كتابه (مناظرات في العقائد والأحكام: ج1، ص474): حدثت مناظرة بين أحد الباحثين وأحد المحققين الإسلاميين في مسألة أنصار الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكم هو عددهم.
فقال الباحث للمحقق: ورد حديث في عدد أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وأنهم (313) نفراً، هلاّ ذكرته؟
المحقق: ورد هذا الحديث بعبارات مختلفة وصل حدّ التواتر الذي أوجب العلم والقطع به؛ لأنه لا يمكن تواطؤ هذا العدد الهائل من الرواة على الكذب فيه.
الباحث: هلاّ ذكرت لنا بعض تلك الأحاديث المتواترة في أصحاب الحجة(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟
المحقق: ما ورد في تفسير الآية (80) من سورة هود عن الإمام الصادق عن أبيه(عليهما السلام) في قوله تعالى: (... لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)، أنه قال(عليه السلام): «القوة القائم(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والركن الشديد ثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه»[1].
وفي رواية عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: «لكأني أنظر إليهم مصعّدين من نجف الكوفة ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً، كأن قلوبهم زبر الحديد..»[2].
فقال الباحث: ألم يتكامل هذا العدد من أصحاب الإمام(عليه السلام) حتى الآن ليلتحقوا به، ويحل زمن الظهور وتنجو البشرية من الويلات الحالية؟
المحقق: تذكر لنا الروايات إن لهؤلاء الأنصار مميزات يتضح من خلالها أن البشرية في عصر الغيبة تفتقد لمثلهم.
الباحث: وما هي مميزاتهم؟
المحقق: على سبيل المثال: نقرأ في رواية الإمام السجاد(عليه السلام) يقول: «... ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها، فيقوم رجل منه فينادي: أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: فيقومون، ثم يقوم هو بنفسه، فيقول(عجل الله تعالى فرجه الشريف): «أيها الناس أنا فلان بن فلان، أنا ابن نبي الله، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله(صلى الله عليه وآله)».
فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاثمائة أو نيف ثلاثمائة فيمنعونه منهم، خمسون من أهل الكوفة، وسائرهم من أفناء الناس، لا يعرف بعضهم بعضاً، اجتمعوا على غير ميعاد»[3].
وقال الإمام الصادق(عليه السلام): «كأني أنظر إلى القائم(عليه السلام) على منبر الكوفة، وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكّام الله في أرضه على خلقه....»[4]، فنرى أنهم على مستوى عالٍ من الشجاعة والعلم والكمال وسائر القيم والفضائل والصفات الإسلامية.
الباحث: إذن ليس اليوم على الكرة الأرضية بأسرها (313) رجلاً بهذه المميزات.
المحقق: يتفرد كل واحد منهم بكونه قائداً وكفؤاً في أن يتولى ولاية في حكومة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهم يجتمعون كالبرق الخاطف، كما ذكرهم الإمام الصادق(عليه السلام) بعد ذكر الآية الشريفة: (...أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)[5]، فقال(عليه السلام): «يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، وهم والله الأمة المعدودة، يجتمعون والله عن ساعة واحدة، قزعاً كقزع الخريف»[6].
وكما روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنهم يأتون من البلاد النائية إلى مكة، فقال(عليه السلام): «...فيجمع الله تعالى عسكره في ليلة واحدة، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصِ الأرض»[7].
وهؤلاء الـ (313) أول من يبايع الحجة(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «فيكون أول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً»[8].
الباحث: لماذا تذكر الروايات الرجال فقط في ركب الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) دون النساء؟
المحقق: بل أشارت الروايات لهن، كرواية الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «يكن مع القائم(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ثلاث عشرة امرأة»، قلت: وما يصنع بهن؟ قال(عليه السلام): «يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى كما كان مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)»[9].
مجلة اليقين، العدد (57)، الصفحة (8 - 9).