اليهوديّة: هي ديانة توحيدية تتبع في شرائعها على ما جاء بالتوراة المُحرّفة المزوّرة البعيدة عما جاء به موسى (عليه السلام)، وهذه الديانة لها عدة فِرق، وهي:
الفِرَق اليهودية:
الفريسيون: أي: المتشددون، يسمّون بالأحبار أو الربانيين، وهم متصوّفة رهبانيون لا يتزوجون، لكنّهم يحافظون على مذهبهم عن طريق التبني، ويعتقدون بالبعث والملائكة وبالعالم الآخر.
الصدقيّون: وهي تسمية من الأضداد؛ لأنّهم مشهورون بالإنكار، فهم ينكرون البعث والحساب والجنّة والنار، وينكرون التلمود أيضاً، كما ينكرون الملائكة والمسيح المنتظر.
المتعصّبون: وهؤلاء فكرهم قريب من فكر الفريسيين لكنّهم اتّصفوا بعدم التسامح وبالعدوانية، قاموا في مطلع القرن الميلادي الأول بثورة قتلوا فيها الرومان، وكذلك كلَّ مَن يتعاون من اليهود مع هؤلاء الرومان، فأطلق عليهم اسم السفَّاكين.
الكتبة أو النّساخ: وهؤلاء عرفوا الشريعة من خلال عملهم في النسخ والكتابة، فاتخذوا الوعظ وظيفةً لهم، يسمّون بالحكماء، وبالسادة، وواحدهم لقبه أب، وقد أثروا ثراءً فاحشاً على حساب مدارسهم ومريديهم.
القرّاؤون: وهم قلّة من اليهود ظهروا عقب تدهور الفريسيين وورثوا أتباعهم، لا يعترفون إلّا بالعهد القديم، ولا يخضعون للتلمود ولا يعترفون به؛ بدعوى حريتهم في شرح التوراة.
السامريون: طائفة من المتهوّدين الذين دخلوا اليهوديّة من غير بني إسرائيل، وكانوا يسكنون جبال بيت المقدس، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع بن نون دون نبوّة من بعدهم[1].
كتبهم:
العهد القديم: وهو كتاب مقدّس لدى اليهود؛ إذ إنّه سجلٌ فيه شعر ونثر وحكم وأمثال وقصص وأساطير وفلسفة وتشريع وغزل ورثاء، وينقسم على قسمين:
القسم الأول التوراة: وهي خمسة أسفار: التكوين أو الخلق، الخروج، اللاوين، الأخبار، العدد، ويطلق عليه اسم أسفار موسى.
والقسم الثاني أسفار الأنبياء: وهي نوعان: النوع الأول أسفار الأنبياء المتقدّمين: يشوع، يوشع بن نون، قضاة، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني.
والنوع الثاني أسفار الأنبياء المتأخرين: أشعيا، إرميا، حزقيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، يونس، ميخا، ناحوم، حَبَقّوق، صَفَنْيا، حجّى، زكريا، ملاخي.
علماً أنّ أكثر الأسفار ألفها غير من نُسبت إليهم، أو قل: نُسبت إلى غير مؤلفيها الحقيقيين، وتواريخ تأليفها بعيدة عن الدقة، وبها كثير من المتناقضات، وكتبت لأهداف محددة لا لتصف الواقع، وغير ذلك من المآخذ[2].
أعيادهم:
يوم الفصح: وهو عيد خروج بني إسرائيل من مصر، يبدأ من مساء (14) أبريل، وينتهي مساء (21) منه، ويكون الطعام فيه خبزاً غير مختمر.
يوم التكفير: في الشهر العاشر من السنة اليهودية ينقطع الشخص تسعة أيام، يتعبّد فيها ويصوم، وتسمّى أيام التوبة.
زيارة بيت المقدس: يتحتم على كلّ يهودي ذكر رشيد زيارة البيت المقدّس مرّتين كلّ عام.
الهلال الجديد: كانوا يحتفلون لميلاد كلّ هلال جديد، وتنفخ الأبواق في البيت المقدّس وتشعل النيران ابتهاجاً به.
يوم السبت: لا يجوز لديهم الاشتغال في هذا اليوم؛ لأنّه اليوم الذي استراح فيه الرب كما يعتقدون[3].
الأفكار والمعتقدات:
التابوت: وهو صندوق كانوا يحفظون فيه أغلى ما يملكون من ثروات ومواثيق وكتب مقدّسة.
المذبح: مكان مخصّص لإيقاد البخور، يوضع قدّام الحجاب الذي أمام التابوت.
الهيكل: هو البناء الذي أمر به داوُد وأقامه سليمان، فقد بني بداخله المحراب (أي: قدس الأقداس) وهيَّأ كذلك بداخله مكاناً يوضع فيه تابوت عهد الرب.
القرابين: كانت تشمل الضحايا البشرية إلى جانب الحيوان والثمار، ثم اكتفى الإله بعد ذلك بجزء من الإنسان وهو ما يقتطع منه في عملية الختان التي يتمسّك بها اليهود إلى يومنا هذا فضلاً عن الثمار والحيوان إلى جانب ذلك.
الكهانة: وتختصّ بأبناء ليفي (أحد أبناء يعقوب)، فهم وحدهم لهم حقّ تفسير النصوص وتقديم القرابين، وهم معفون من الضرائب، وشخصياتهم وسيلة يتقرب بها إلى الله، فأصبحوا بذلك أقوى من الملوك[4].
المصدر: مجلة اليقين العدد (54)