ولو زدتنا لزدناك

قال معاوية يوماً على المنبر: (أيها الناس، إن اللّه فضَّل قريشاً بثلاث؛ فقال لنبيه (صلى الله عليه وآله): (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)[1]، ونحن عشيرته الأقربون، وقال: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ)[2]، ونحن قومه، وقال: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ)[3]،ونحن قريش.

فقال له رجل من الأنصار: على رِسْلِك يا معاوية؛ فإن الله تعالى يقول: (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ)[4]، وأنتم قومُه، وقال: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)[5]، وأنتم قومه، وقال: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا)[6]، (وأنتم قومه، ثلاث بثلاث، ولو زدتنا لزدناك..؛ فأفحمه)[7].

 


[1] الشعراء: 214.

[2] الزخرف: 44.

[3] قريش: 1-2.

[4] الأنعام: 66.

[5] الزخرف: 57.

[6] الفرقان: 30.

[7] العقد الفريد، ابن عبد ربه الأندلسي، ج1، ص471.