نعتقد أَنَّ لِأَباء وأَجداد النبّي (صلى الله عليه وآله) مقامات رفيعة وسامية عند الله عز وجل، وأَنهم منزهون عن الكفر والشرك وعن عبادة الأوثان، وأَنهم موحدون لله، وهذا ما أَجمع عليه الإمامية، واستدلوا عليه من الكتاب والسنّة، وننقل الأدلة التي ذُكرت في هذا المجال بعبارات العلماء (قدس سره):
قال الشيخ المفيد (قدس سره) ما نصه: ـ
(واتفقت الإمامية على أَنّ آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لدن آدم إِلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عزَّ وجلَّ، موحدون له، واحتجّوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله عزَّ وجلَّ: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)[1]، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين إِلى أَرحام المطهرات حتّى أَخرجني في عالمكم هذا)، وأَجمعوا على أَنّ عمه أَبا طالب (رضي الله عنه) مات مؤمناً، وأَن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأَنها تحشر في جملة المؤمنين، وخالفهم على هذا القول جميع الفرق)[2].
وقال العلامة المجلسي ناقلاً كلام الرازي: (وقال إِمامهم الرازي في تفسيرهِ: قالت الشيعة: إِنّ أَحداً من آباء الرسول (صلى الله عليه وآله) وأَجداده ما كان كافراً، وأَنكروا أَن يقال: إِنّ والد إِبراهيم كان كافراً، وذكروا أَن آزر كان عمَّ إِبراهيم (عليه السلام))[3].
وقال الفيض الكاشاني في تفسيره: (...وأَجمعت الطائفة على ذلك، ورووا عن النّبي (صلى الله عليه وآله) أَنه قال: (لم يزل ينقلني الله تعالى من أَصلاب الطاهرين إلى أَرحام المطهرات، حتى أَخرجني في عالمكم هذا، لم يدنسني بدنس الجاهلية)، ولو كان في آبائه كافر لم يصف جميعهم بالطهارة، مع قوله: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ))[4].
مجلة اليقين العدد (44)