أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ»

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[1] إن هذا الخطاب – الآية الشريفة - موجّه إلى كل إنسان بعينه؛ فان الغاية من الخلق هي العبادة، وهذا أمر يستلزم إصلاح المرء لعيوبه وأخطائه في سبيل التكامل في العبادة، ومن موانع التكامل الأخلاقية والعبادية هو إظهار عيوب الآخرين من غير وجه حق؛ لأن هذا يستلزم جملة كبيرة من الذنوب والقبائح المتسلسلة، من هتك حرمة الشخص، والحطّ من كرامته، واستلزام أذاه ومساءته، وتعرّضه للاستصغار في المجتمع، مضافاً إلى أنه يوجد في نفس المعيب لغيره شيئاً من التكبّر والتجبّر وأقل القليل منه مهلك، لذا تجد أن أمير المؤمنين(عليه السلام) يشير إلى قبح هذا الفعل، وإنه لا يوجد إنسان يخلوا من العيوب والنقائص، فلابد للإنسان أن ينشغل بإصلاح عيوبه وسيئات أعماله؛ ليكون مع السائرين إلى الله بقلب سليم من السوء، ونقطة مهمة نريد التنويه عليها، وهي: أن في إظهار عيوب الآخرين في أحيان كثيرة خطأ لا يمكن تلافيه إلا برحمة من الله، وهو أن يكون إظهار العيب مانعاً من توبة الشخص صاحب العيب، إما لأن المجتمع لا يقبله، أو لأن بعض السيئين في المجتمع يستخدمون هذا العيب كورقة ابتزاز، كما نسمع عن بعض ضعاف النفوس ممن يستخدم عيوب شاب أو شابة لتحقيق مصالح دنيئة، من خلال تهديده أو تهديدها بنشر صور، أو أمور ارتكبها وتاب عنها، ولا يريد أن يطّلع عليها أحد، لذا فإن الخطابات العلوية لكل مؤمن: أترك عيوب غيرك، والتزم إصلاح نفسك، فإن: «أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ». 

مجلة ولاء الشباب العدد (57)

 


[1] سورة الذاريات: 56.