يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة وخاصة بين الإمامية، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين سلمان والمقداد وعمّار الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بـ (الأركان الأربعة)، وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة (عليهم السلام) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل، وقوله وعمله أسوة للشيعة، وكانوا(عليهم السلام) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه، وقد نص النبي (صلى الله عليه وآله) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور: «مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ».
وذهب المؤرّخون إلى أنه كان من الأوائل الذين آمنوا بالإسلام، وجاء أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة (6 هـ)، فأسكنه النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب الصُّفَّة، وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات. وخَلَفَ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) على المدينة في غزوة بني المصطلق، ورفع لواء بني غفار، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة، وعندما انتقل النبي(صلى الله عليه وآله) إلى جوار ربه، واستُخلف أبو بكر سنة (11 هـ)، كان أبو ذر من الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، رافضاً بيعة أبي بكر.
وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين (عليه السلام) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء (عليه السلام) ودفنها.
المصدر: مجلة اليقين العدد (18)، الصفحة (7).