كنانة ابن عتيق التغلبي

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ...)[1]. وقال تعالى: (...فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)[2]، وقال الإمام الحسين(عليه السلام): «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله»[3].

كنانة من اصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذي استشهد في الحملة الأولى، وضحى بنفسه في سبيل معتقده، وقدم روحه فداء لإمامه، رغم علمه أن القوم يطلبونه هو وحده، ولو إنهم ظفروا به ما أبهوا بغيره. ونحن هنا نحاول تجميع سيرته المتناثر هنا وهناك، وتاريخه المخفي بين صفحات التأريخ، ولو إن هذه السيرة زهيدة لا تشفي الشغف.

ولا يخفى أن هذه النماذج البشرية التي أصبحت شوكة في عيون الجائرين والمعتدين على حقوق المساكين، أوجدت نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص، ظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين، يقض مضاجعهم على الدوام، وأظهرت هذه النماذج هوية إنسانية جديدة، قدمها الإمام الحسين (عليه السلام) درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.

وبين أيدينا جوهرة التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، واستشهد ضمن الذين استشهدوا في يوم عاشوراء، وهو من جملة الأصحاب الغَيارى الذين دافعوا عن الحقّ، وُلبّوا نداءَ إمامهم سيّد شباب أهل الجنة، أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

اسمه ونسبه:

كنانة بن عتيق بن معاوية بن الصّامت بن قيس التَغْلِبي الكوفي.

ولادته:

 لم نعثر على تاريخ ولادته.

أخباره:

ـ كان كنانة بطلاً من أبطال الكوفة، وعابداً من عبادها، وقارئاً من قرائها، جاء إلى الإمام الحسين(عليه السلام) في الطف، وقتل بين يديه[4].

ـ ذكر بعض علماء العامة: أنَّه ممن شهدوا معركة بدر هو وأبوه عتيق فارس رسول الله(صلى الله عليه وآله)[5].

إلتحاقه بالإمام الحسين(عليه السلام):

ذكر المؤرخون: أنَّ كنانة بن عتيق التغلبي جاء إلى الطف أيام الهدنة وبقي ملازماً للإمام الحسين(عليه السلام) حتى يوم العاشر وقاتل بين يديه[6].

زيارته:

ورد السلام عليه في زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) في أول يوم من رجب وليلته، والنصف من شعبان، فقد ورد‏: «السَّلَامُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ عَتِيق...»[7]. وفي زيارة الناحية المقدسة بقول الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف): «السَّلَامُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ عَتِيق‏...»[8].

استشهاده:

قُتل في الحملة الأولى. وقال غيره: قُتل مبارزة في ما بين الحملة الأولى والظهر.

مجلة بيوت المتقين العدد (93)

 


[1] سورة البقرة: آية 207.

[2] سورة الأحزاب: آية 23.

[3] مثير الأحزان ابن نما الحلي: ص30.

[4] إبصار العين للسماوي: ص199.

[5] تنقيح المقال للمامقاني: ج2، ص42.

[6] وسيلة الدّارين للزّنجاني: ص185.

[7] المزار للشهيد الأول: ص153.

[8] المزار الكبير الشيخ محمد بن جعفر المشهدي: ص494.