كيف نخاطب مولانا صاحب الزمان في يوم ولادته المباركة؟
هل هو يوم عيد فنفرح؟ أم هو يوم فراق فنحزن؟ أم هو يوم انتظار فنصبر؟ هو يوم عيد وفرح، ويوم فراق وحزن، وانتظار وصبر.
هو مجمع كلّ المشاعر والحالات كما قال الشاعر:
حـــدّثْ ويومُك للــبريّة شــاهدٌ أفأنــت عيـدٌ للهــدى أمْ مأتـــمُ
عيــدٌ يئنُّ من الجـــراح ومـــأتمٌ فيــــه الضحــايا والثواكل تبسمُ
عيـــدٌ تضــرّج بالدمـــاء ومــأتمٌ بعلـــاه زغــردتْ الضـبا والأسهمُ
مولاي عفوَك إن شططْت فما عسى يشـــكو اليــــك الشـــاعر المتألّمُ
(لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْض تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها أمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى، بِنَفْسي أنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ أثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي أنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَف لا يُساوى، اِلى مَتى أُحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَاِلى مَتي، وَأىَّ خِطابٍ أصِفُ فيكَ وَاَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ اَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ إلَيْكَ يَا بْنَ أحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ).
مجلة ولاء الشباب العدد (27)