ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانيّة

  ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانيّة

 

المؤلف: الشيخ محمد مهدي شمس الدين

مثّلت نافذة القراءة شراكة وعي ومعرفة جديدين، وانتشاراً في منتديات الحضور الثقافي والمعرفي والإنساني، ولهذا يجدنا القارئ العزيز نسعى لنتحفه بما يمكن أن يكون زاداً معرفياً خفيف المؤنة كثير الفائدة، ومن هذا الباب كتابنا اليوم: (ثورة الحسين ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانيّة) وهو كتاب يبحث القضية الحسينية من جوانب متعددة، ويحاول إثارة الذهن في طرح قضايا متعددة، ومناقشتها بصورة سلسة ودقيقة، بحيث إنه يرد الآراء أو يقبلها وفق محاكمات عقلية ومنطيقة، ولكن بأسلوب علمي سلس وشيّق، والمؤلف معروف بموسوعيته وشموليته المعرفية، فقد كتب في شتى مناحي العلم والمعرفة، ولو تمعن القارئ في مقدمته للكتاب آنف الذكر لوجد إيصال المعنى بأوجز عبارة دون إملال أو إخلال، انظر لقوله وهو يتحدث عن ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) فيقول:

(إنّ أكثر ما استأثر باهتمام الناس من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) هو جانب القصّة، فيها ما اشتمل عليه من مظاهر البطولة النادرة، والسمو الإنساني المعجز لدى الثائرين وقائدهم العظيم، المتمثل في التضحية بكلّ عزيز من النفس والولد، والمال، والدعة، والأمن في سبيل المبدأ والصالح العام، مع الضعف والقلّة، واليأس من النصر العسكري.

وما اشتمل عليه من مظاهر الجبن، والخسّة، والانحطاط الإنساني لدى السلطة الحاكمة، وممثّلها وأدواتها في تنفيذ جريمتها الوحشية بملاحقة الثائرين واستئصالهم بصورة لم يشهد لها التأريخ مثيلاً.

وما اشتمل عليه من الأمثلة الفريدة على الحبّ، حبّ الثائرين لجلاّديهم، وإشفاقهم عليهم من السلطة الجائرة التي تستخدمهم، وتغرر بهم، وتدفعهم إلى حرب القوى التي تريد لهم الخير والصلاح، وحبّ الثائرين بعضهم لبعض بحيث يدفع كلاً منهم إلى طلب الموت قبل صاحبه؛ لئلا يرى صاحبه مقتولاً قبله. وقد اخترنا هذا الكتاب كونه يشتمل على دراسة القضية الحسينية من جوانب وأبعاد مختلفة، مضافاً إلى مناقشته لجملة من الشبهات وردّها.

مجلة ولاء الشباب العدد (60)