إنهم المتفقهون في دينهم

عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (تفقهوا في دين الله، فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملاً)[1]. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه(عليه السلام) يَقُولُ: (تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ فَإِنَّه مَنْ لَمْ يَتَفَقَّه مِنْكُمْ فِي الدِّينِ فَهُوَ أَعْرَابِيٌّ  إِنَّ اللَّه يَقُولُ فِي كِتَابِه: (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[2] [3].  عن الأصبغ بن نباتة قال: خطب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):(... يا بني ليبر صغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين، ولم يعطوا في الله محض اليقين...)[4]. وفي مقابل ذلك أنّ من لم يتفقه في دينه يكون عرضة للانحراف والتشكيك والضلال، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهالة الجاهلية. قلت: وكيف ذلك؟ قال(عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوته، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر)[5].

 


[1] تحف العقول: ص410.

[2] سورة التوبة:آية122.

[3] الكافي للكليني:ج1،ص31.

[4] كنز العمال للمتقي الهندي:ج14،ص594.

[5] الغَيبة للنعماني:ص307.