الوليدة المباركة (عليها السلام)

استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور، وغبطة وحبور ـ الوليد الثالث من أَولادِهم، وهي البنت الأُولى للإِمام أَمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، ومن هذين الأَصلين المقدسين انبثقت هذه البذرة الطاهرة.

حيث وضعت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وليدتها المباركة، التي لم تولد مثلُها امرأةٌ في الإِسلام، إِيماناً، وشرفاً، وطهارةً، وعفةً، وجهاداً، وقد استقبلها أَهلُ البيتِ (عليهم السلام) وسائرُ الصحابة بمزيدٍ من الابتهاج والفرح والسرور، وأَجرى الإِمامُ أَميرُ المؤمنين (عليه السلام) على وليدتهِ المراسيم الشرعية، فأَذّنَ في أُذنِها اليُمنى، وأَقام في اليسرى.

لقد كان أَوّل صوت قرع سمعها هو: (اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاّ اللهُ) وهذه الكلمات أُنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأَكوان.

وقد روي في ولادتها أَنها لما ولدت، جاءت بها أُمها الزَّهراء (عليها السلام) إِلى أَبيها أَمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت له: سَمِّ هذه المولودةَ، فقال (عليه السلام): ما كنتُ لأَسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما كنت لأَسبق ربي تعالى، فهبط جبرائيل يقرأُ على النَّبي السَّلام، وقال له: سمِّ هذه المولودة (زَيْنَب[1])، فقد اختار اللهُ لها هذا الاسم[2].

 


[1]  قال ابن منظور في لسان العرب: ج1، ص453 (الزَيْنَب شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة، وبه سميت المرأَة)، وقد اختار الفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط: (اسم زَيْنَب مركب من زين وآب، ليصبح عند الإِندماج بعدما حذفت الهمزة، زَيْنَب).

[2] وفيات الأئمة، (من علماء البحرين والقطيف): ص431.