- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُه يَقُولُ: (نَحْنُ الَّذِينَ فَرَضَ الله طَاعَتَنَا لَا يَسَعُ النَّاسَ إِلَّا مَعْرِفَتُنَا ولَا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِنَا مَنْ عَرَفَنَا كَانَ مُؤْمِناً، ومَنْ أَنْكَرَنَا كَانَ كَافِراً ومَنْ لَمْ يَعْرِفْنَا ولَمْ يُنْكِرْنَا كَانَ ضَالاًّ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْهُدَى الَّذِي افْتَرَضَ الله عَلَيْه مِنْ طَاعَتِنَا الْوَاجِبَةِ فَإِنْ يَمُتْ عَلَى ضَلَالَتِه يَفْعَلِ الله بِه مَا يَشَاءُ)[1].
2- عَنْ بَشِيرٍ الْعَطَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام) يَقُولُ: (نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ الله طَاعَتَنَا وأَنْتُمْ تَأْتَمُّونَ بِمَنْ لَا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِه)[2].
3- عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَطَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام) يَقُولُ: (أُشْرِكَ بَيْنَ الأَوْصِيَاءِ والرُّسُلِ فِي الطَّاعَةِ)[3].
4- قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عن الإمام الباقر (عليه السلام): سَأَلْتُه عَنْ أَفْضَلِ مَا يَتَقَرَّبُ بِه الْعِبَادُ إِلَى الله عَزَّ وجَلَّ قَالَ: (أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِه الْعِبَادُ إِلَى الله عَزَّ وجَلَّ طَاعَةُ الله وطَاعَةُ رَسُولِه وطَاعَةُ أُولِي الأَمْرِ، قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ ع حُبُّنَا إِيمَانٌ وبُغْضُنَا كُفْرٌ)[4].
5- عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام): (نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ الله عَزَّ وجَلَّ طَاعَتَنَا لَنَا الأَنْفَالُ ولَنَا صَفْوُ الْمَالِ ونَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ونَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ الله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِه))[5].
6- عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: (ذِرْوَةُ الأَمْرِ وسَنَامُه ومِفْتَاحُه وبَابُ الأَشْيَاءِ ورِضَا الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وتَعَالَى الطَّاعَةُ لِلإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِه ثُمَّ قَالَ إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله ومَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً))[6].
الشرح:
قوله (عليه السلام): (الطَّاعَةُ لِلإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِه)، طاعة الإمام عبارة عن التصديق بإمامته والإذعان بولايته والإقرار بتقدُّمه على جميع الخلق بأمره تعالى، والمتابعة لأمره ونهيه ووعظه ونصيحته، ظهر وجه المصلحة أم لم يظهر، وهي: (ذِرْوَةُ الأَمْرِ)، أي ذروة أمر الإيمان من حيث أنّها أعظم أركانه وأعلاها وأشرفها وأسناها (وسَنَامُه)، من حيث شرفها وعلوِّها بالنسبة إلى سائر أركان الإيمان مع ملاحظة أنّها بمنزلة المركب يوصل راكبها إلى سائر منازل العرفان، (ومِفْتَاحُه)، من حيث أنّه ينفتح بها أقفال أبواب العدل والإحسان (وبَابُ الأَشْيَاءِ) والشرائع النبويّة والأسرار الإلهيّة من حيث أنّه لا يجوز لأحد الدُّخول في الدِّين ومشاهدة ما فيه بعين اليقين إلّا بالوصول إلى سدنتها والعكوف على عتبتها، (ورِضَا الرَّحْمَنِ)، تبارك وتعالى من حيث أنّها توجب القرب إليه والزُّلفى لديه والاستحقاق لما وعده للمطيع من الأجر الجميل والثواب الجزيل.
وقال (عليه السلام): (بَعْدَ مَعْرِفَتِه)، للتنبيه على أنَّ أصل معرفته تعالى أفضل منها، كيف لا وهي أصل لها؟ وإن كان كمال المعرفة إنّما يحصل بها، وبالجملة نظام الطاعة موقوف على أصل المعرفة وكمال المعرفة موقوف على نظام الطاعة.
وقوله (عليه السلام): (ثُمَّ قَالَ إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ)، هذا بمنزلة التأييد لما مرَّ والدَّليل عليه حيث عدَّ طاعة الرَّسول نفس طاعته تعالى ومن البيّن أنَّ طاعة الإمام نفس طاعة الرَّسول لقوله تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله ومَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)، فطاعة الإمام نفس طاعة الله تعالى، ومن هنا ظهر أيضاً تقدُّم معرفته على طاعة الإمام.
قوله: (حَفِيظاً)، أي حافظاً لهم عن التولي والإعراض وإنّما عليك البلاغ.
مجلة بيوت المتقين العدد (43)