أبو حازم وجماعة حول القرآن

روي عن صفوان بن يحيى، عن أبي حازم (وهو منصور بن حازم أبو أيوب البجلي الكوفي)، من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني ناظرت قوماً فقلت لهم: ألستم تعلمون أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو الحجة من الله على الخلق، فحين ذهب رسول الله(صلى الله عليه وآله) من كان الحجة بعده؟

فقالوا: القرآن.

فقال أبو حازم للإمام(عليه السلام): بعد جوابهم هذا، قلت في نفسي لو نظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيها المرجيّ، والحروري، والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلّا بقيّم، ما قال فيه من شيء كان حقاً.

فقال أبو حازم للإمام(عليه السلام): قلت لهم: فمن قيّم القرآن؟

قالوا: قد كان عبد الله بن مسعود، وعدد من الصحابة يعلم.

فقال أبو حازم: قلت لهم كلّه؟

قالوا: لا.

فقال أبو حازم للإمام الصادق(عليه السلام): قلت لهم لم أجد أحداً يقال إنّه يعرف ذلك كلّه إلّا عليُّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فأشهد أنّ عليّا بن أبي طالب(عليه السلام) كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفروضة، وكان حجّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الناس كلّهم، وما قال في القرآن فهو حقّ.

فقال لي الإمام الصادق(عليه السلام): رحمك الله يا أبا حازم.

فيقول أبو حازم: قمت وقبلت رأس الإمام(عليه السلام)، وقلت: إنّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، كما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله) حجة من بعده، والحجة بعد عليٍّ(عليه السلام) هو الحسن(عليه السلام)، وأشهد أنه كان الحجة، وأنّ طاعته مفترضة.

فقال لي الإمام الصادق(عليه السلام): رحمك الله.

فيقول أبو حازم: قمت وقبلت رأس الإمام الصادق(عليه السلام)، وقلت: أشهد أن الحسن(عليه السلام) لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، كما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأبوه عليٌّ(عليه السلام)، وأن الحجة بعد الحسن(عليه السلام) الحسين(عليه السلام)، وكانت طاعته مفترضة.

فقال لي الإمام الصادق(عليه السلام): رحمك الله.

فقال أبو حازم: قمت وقبلت رأسه(عليه السلام)، وقلت: وأشهد على الحسين بن علي(عليه السلام) انّه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأنّ الحجة من بعد عليّ بن الحسين(عليه السلام)، وكانت طاعته مفترضة.

فقال لي الإمام الصادق(عليه السلام): رحمك الله.

فقال أبو حازم: قمت وقبلت رأسه(عليه السلام)، وقلت: وأشهد على علي بن الحسين(عليه السلام) انّه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأنّ الحجة من بعده هو محمد بن علي أبو جعفر(عليه السلام)، وكانت طاعته مفترضة.

فقال الإمام الصادق(عليه السلام): رحمك الله يا أبا حازم.

فقال أبو حازم قلت للإمام(عليه السلام): أصلحك الله أعطني رأسك، فقبّلت رأسه، فضحك الإمام(عليه السلام).

فقلت للإمام(عليه السلام): أصلحك الله قد علمت أنّ أباك(عليه السلام) لم يذهب حتى ترك من بعده كما ترك أبوه، فأشهد بالله انّك أنت الحجة من بعده، وأن طاعتك مفترضة.

فقال الإمام الصادق(عليه السلام): كفّ رحمك الله.

  فقال أبو حازم قلت للإمام(عليه السلام): أعطني رأسك أُقبله، فضحك الإمام(عليه السلام)!

فقال الإمام الصادق(عليه السلام) سلني عمّا شئت؟ فلا أنكرك بعد اليوم أبداً)[1].

مجلة اليقين، العدد (29)، الصفحة (8 - 9).

 


[1] بحار الأنوار: ج 23 ص17.