- مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ وجَمَاعَةٍ مَعَه قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ الله(عليه السلام) يَقُولُ: «يَعْرِفُ الَّذِي بَعْدَ الإِمَامِ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَه فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ تَبْقَى مِنْ رُوحِه»[1].
2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِه عَنْ أَبِي عَبْدِ الله(عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَه: الإِمَامُ مَتَى يَعْرِفُ إِمَامَتَه ويَنْتَهِي الأَمْرُ إِلَيْه قَالَ: «فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ مِنْ حَيَاةِ الأَوَّلِ»[2].
3- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله(عليه السلام) مَتَى يَعْرِفُ الأَخِيرُ مَا عِنْدَ الأَوَّلِ قَالَ: (فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ تَبْقَى مِنْ رُوحِه) [3].
الشرح:
قوله(عليه السلام): (فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ تَبْقَى مِنْ رُوحِه).
هذه الرواية صريحة بتوارث الأئمة(عليهم السلام) العلم واحداً عن واحد، فاللاحق يرث السابق في علمه وفيما خصّه الله تعالى من فضله، وفي رواية أخرى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ»[4].
وهذا يدل على انتقال علم السابق الى الإمام اللاحق، بعدما جرت حكمة الله تعالى أن لا يجتمع إمامان في عصر واحد، وأن لا يخلو العصر عن إمام كان لا محالة وقت انتقال الإمامة وما مع الإمام الأوّل من العلم الكامل الذي اختص به في آخر دقيقة تبقى من روحه، وإن كان أحدهما في شرق الأرض والآخر في غربها، فإنّ الله تعالى يحضره في ذلك الوقت، كما حدث ذلك مع الإمام الجواد(عليه السلام) وهو في المدينة، وحضوره عند أبيه الإمام الرضا(عليه السلام) إلى خراسان في آخر لحظات حياته(عليه السلام).
ومن هذه الروايات يعلم انّ الأئمة(عليهم السلام) كلّهم متساوون فيما يتعلّق بشؤون إمامتهم من الحلال والحرام، وعلمهم فيما يخص إمامتهم واحد، وتساوي علومهم إلا ما تبقى من خصوصيات ذلك الإمام وما يتعلّق من شؤون مهمته المقدسة تبعاً لظرفه والاعتبارات الاخرى التي تخص مرحلته، ولرسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي(عليه السلام) الفضل الخاص والمنزلة الكريمة.
مجلة بيوت المتقين العدد (91)