السؤال: هل ماتت فاطمة (عليها السلام) وهي واجدة على الخليفتين؟
الجواب: قبل بيان ذلك لا بدّ لنا من ذكر ما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حقّ مظلوميتها بشكل عام، ثمّ نبيّن مظلوميتها من قِبل الخليفتين على نحو الخصوص، فقد تواترت الروايات في ذكر منزلة الزهراء(عليها السلام)، ذلك في
قوله(صلى الله عليه وآله): «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»[1]. وهذا الحديث صريح على أنّ مَن أغضبها فقد أغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومَن أغضب رسول الله(صلى الله عليه وآله)
فقد أغضب الله سبحانه، ومَن أغضب الله سبحانه فمصيره جهنّم وبئس المصير. والروايات تُشير إلى أنّها(عليها السلام) غضبت على أبي بكر وأصحابه الذين اغتصبوا حقّها واعتدوا عليها، وهي أول مَن ظُلم من أهل بيت النبوة بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، فقد اغتصبوا حقّها وسلبوا إرثها واعتدوا عليها، فبئس ما خلفوا به رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي أوصى بها وبيّن منزلتها منه، إلّا إنّ الظالمين لم يألوا فيها ذماً ولا وصيةً.
كما أنّها لم تأذن لهما بعيادتها، وإنّما دخلا عليها بعد ذلك؛ لأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) هو الذي أدخلهما بيته، وقد صرّحت لهما حينئذٍ: بأنّها غاضبة عليهما، وصرّحت الروايات أيضاً: بأنّها (عليها السلام) قد ماتت واجدة عليهما؛ فقد ورد في صحيح البخاري: (... فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئاً، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيٌّ)[2].
ولذلك أوصت أن تدفن سرّاً، وألا يشهد أحد جنازتها من هؤلاء الذين ظلموها وأخذوا حقّها، فأنّهم أعداؤها وأعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وألا يُصلّي عليها أحد منهم، ولا من أتباعهم، وتدفن في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وأن يُعفى موضع قبرها.
مجلة اليقين العدد (70)