تنظيم الماسونية أو ما يطلق عليهم بـ(البناؤون الأحرار) هي: منظمة عالمية، مؤطرة بأهداف دينية، يتشارك أفرادها عقائد وأفكار مغلوطة فيما يخصُّ الأخلاق والميتافيزيقيا كالوجود، والأشياء وخواصها، والمكان والزمان، والسبب والنتيجة، والاِحتمالية وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إله.
وهدف الماسونية الباطني هو القضاء على الأديان والأخلاق الفاضلة، وإحلال القوانين الوضعية والنظم غير الدينية محلها، وتسعى بكل جهدها إلى إحداث انقلابات مستمرة، وإحلال سلطة مكان أخرى، بدعوى حرية الفكر والرأي والعقيدة.
وتتصف هذه المنظمة بالسرّيّة والغموض الشديدين خاصة في شعائرها مما جعلها محط لغط وضبابية حول حقيقة أهدافها، في حين يقول الكثير من المحلّلين المتعمقين بها أنها تسعى للسيطرة على العالم والتحكم فيه وتوحيدهم في دائرة أفكارها وأهدافها، فالماسونية تحارب الفكر الديني بشتى أهدافه وميوله المخالف لتوجهاتها.
وعلى أفكارها البسيطة والسهلة التطبيق فكثير من أعضائها والمنتمين إليها تركوها بعدما اكتشفوا حقيقتها المغلوطة، فعملية الانضمام للماسونية تتطلب من المنتمي لها مثلا نكران النجاة بغير أهدافها، ووفقاً لأفكارها فإن المخلِّص الوحيد للشخص لا الأنبياء ولا المرسلين بل أعمال الفرد الصالحة فقط، وهذه مغالطة مبهمة بين الوسيلة والغاية!
فهنا سؤال يطرح نفسه، وهو: بماذا تؤمن الماسونية؟
الظاهر أنها تدعو إلى الإيمان بالله، ولكن عند التدقيق فيها والفحص عنها نجد أنها لا تشترط أن يؤمن الشخص بالله سبحانه وتعالى، بل أن يؤمن بوجود كائن أسمى يُدّعى بكونه آلهة وهذا هو مرادهم الواقعي، فيجب أن يؤمن كل الأعضاء الماسونيين بإله ما، فبعقيدهم أن المنتمين لها يعترفون بنفس الإله في نهاية المطاف، ولكن كل فئة تدعوه باسم مختلف عمّا تدعوه به الأخرى.
ولا تؤمن الماسونية بالكتب المقدسة السماوية بأنها كلمة الله الوحيدة، ولا تعتبرها إعلان الله الوحيد عن ذاته للبشر؛ ولكنها واحدة من المراجع الدينية المتعددة، فهي مرشدة للأخلاق والإصلاح.
ويُمنَع ذكر الأنبياء والرسل في الطقوس الماسونية، فهم يضعون الأنبياء في نفس مرتبة القادة الدينيين الآخرين لا أكثر.
ومن خلال الرموز والشعارات الماسونية القائلة: (إن الإنسان ليس خاطئاً، بل مجرد فظ وغير كامل بطبيعته)، فيستطيع البشر تحسين شخصياتهم وسلوكياتهم بأساليب متنوعة، بما في ذلك أعمال الخير والتطوع للخدمة المدنية، فتمتلك البشرية القدرة على التحوّل من عدم الكمال إلى الكمال التام، فالكمال الأخلاقي والروحي كامن داخل الرجال والنساء يراد منّا تحريكه فقط.
وعندما يتعهد الشخص بقسم الماسونية فأنه يقسم ويؤمن بالعقائد الخاطئة التالية:
1.يمكن الحصول على الخلاص بالأعمال الصالحة فقط.
2.الأنبياء مجرد قادة دينيين.
3.أن يصمت الفرد في التجمعات ولا يتحدث في العَلَن.
4.أن يتقدم الفرد الماسوني إلى الاجتماعات الماسونية في روحية وتسليم مطبق؛ حتى يتلقى التعليمات دون نقاش.
5.عند أداء الفرد لِلقَسَم الماسوني عليه حينئذٍ تنفيذ ما يطلب منه دون تردد، فالماسونية تقود المؤمن بها إلى التجديف (الكفر بالله)؛ لتعارض بعض مطالبها مع الأوامر الإلهية.
6.تؤمن الماسونية بأن المهندس الأعظم للكون يتمثل في كل آلهة الديانات.
7.تجعل الماسونية المنتمين لها يأخذون توجهاً عاماً في صلواتهم، فتفرض عليهم استخدام اسم غير محدّد لرب الكون؛ حتى لا يتم استفزاز غير المؤمنين بديانة معينة، والذين هم إخوة في الماسونية.
وعليه فالتزام الماسوني يعني موافقته على السماح بتلويث فكره وروحه وجسده بواسطة من يخدمون آلهة كاذبة ويؤمنون بعقائد كاذبة، فكما ترى تقاطع تعاليمها مع التعاليم الإلهية بالنسبة لعدد غير قليل من الموضوعات وإن حاولت الماسونية مواكبتها لاستقطاب المريدين.
ونتيجة له لا يجب ان يكون المؤمن عضواً في أية جمعية أو تنظيم سري له صلة بالماسونية أو البناؤون الأحرار.
المصادر: (الماسونية ذلك العالم المجهول) لعبد الحليم الخوري، (الماسونية نشأتها وأهدافها) لأسعد السحمراني.
المصدر: مجلة اليقين العدد (38)