وهو من المؤلفات التي عرضت المفاهيم الإسلامية بلغة عصرية حضارية، متوافقة مع المناهج المعرفية الحديثة، واختيار البكاء على الحسين(عليه السلام) موضوعاً للكتاب كونه حالة متجددة مستمرّة، وترتبط بعقيدة المسلمين ومسيرة الرسالة المحمدية الخالدة.
يقع الكتاب (البكاء على الحسين(عليه السلام) وأثره في تكامل النفس والمعرفة) في (98) صفحة، تحدّثَ فيها المؤلف عن بعض أدلة البكاء من مصادر المسلمين، والفلسفة الكبرى للبكاء، والموقف الصوفي والعرفاني من البكاء، واعتراضات السلفية على البكاء وغيرها.
مما كتبه تحت عنوان (امتزاج الحزن على أهل البيت(عليهم السلام) بالابتهاج بهم) قال: إن الكثير يحسب أن مراسم العزاء والحزن على أهل البيت(عليهم السلام) متمحضة بالهم والغم واللوعة والأسى والتفجع، بينما واقع الحال أنا نشاهد امتزاج هذه الحالات بحالات الشوق والابتهاج والارتياح والانبساط النفساني، وذلك حيث يتم استعراض مناقب أهل لبيت(عليهم السلام) وفضائلهم وما أولاهم الله سبحانه من كرامات في الدين والدنيا والآخرة، فإن استعراض ذلك، وهو باب واسع لا ينتهي إلى حدّ، يتم في مراسم عاشوراء وفي أيام الوفيات، وأيام إقامة العزاء، وهذا ملحوظ بكثرة، فإن مجالس ذكر أهل البيت(عليهم السلام) لا تخلو من ذلك قط، ومؤشر على أن حقيقة الجو النفساني التي تربية الشعائر الحسينية وأهل البيت(عليهم السلام) يتزاوج فيه الحزن على مظلوميتهم، والفرح لإيتاء الله لهم جميع الكرامات والمقامات السامية.
صاحب الكتاب:
آية الله الشيخ محمد السند. مرجع دين شيعي بحراني، ولد في شهر رجب من العام 1382 هـ في المنامة بالبحرين، توجه للدراسة الدينية في قم المقدسة، ومؤخراً غادر إلى النجف الأشرف، ويسكن فيها، ويمارس التدريس في جامع عمران بن شاهين، الذي يقع ضمن الصحن الشريف لمرقد أمير المؤمنين(عليه السلام).
له أكثر من ثلاثين مؤلّفاً، منها: كتاب فقه المصارف، وملكية الدولة الوضعية، وفقه الطب، وإتمام المسافر في جميع مشاهد المعصومين(عليهم السلام)، والشعائر الحسينية ثلاثة أجزاء، دعوى السفارة في الغيبة الكبرى، وغيرها.
مجلة ولاء الشباب العدد (41)