قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)

سؤال: هناك شبهة نسمعها دائماً وخصوصاً في ذكرى شهادة سيد الشهداء (عليه السلام) مفادها:

أنّ الشيعة هم من قتل الإِمام الحسين (عليه السلام)، وشاركهم في ذلك أَهل الشام أَو غيرهم، فما هو الصحيح في هذا الأَمر؟

الجواب: نعتقد أَن من قتل الإِمام الحسين(عليه السلام) هم شيعة آل أَبي سفيان، والذين كانوا موجودين ومستقرين بالعراق في الكوفة، فإِنّ الكوفة قد خلت تقريباً ـ في هذه الفترة ـ من الشيعة، حيث تعرّضوا لحملات الإِبادة والتنكيل والتهجير، فكان شيعة أَهل البيت(عليهم السلام) في الكوفة أَكثر النّاس بلاءً، وأَشدهم محنة، يقول ابن أبي الحديد في ذلك: (فلم يكن البلاء أشدّ ولا أكثر منه بالعراق، ولاسيما بالكوفة، حتى أنّ الرجل من شيعة عليّ(عليه السلام) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته فيلقي إليه سرّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتُمنَّ عليه)[1].

ويصف الإمام الباقر(عليه السلام) ذلك الوقت قائلاً: «فَقُتِلَت شيعَتُنا بِكُلِّ بَلدَةٍ، وقُطِعَتِ الأَيدي وَالأَرجُلِ عَلَى الظِّنَّةِ، وكانَ مَن يُذكَرُ بِحُبِّنا وَالاِنقِطاعِ إلَينا سُجِنَ، أَو نُهِبَ مالُهُ، أَو هُدِمَت دارُهُ، ثُمَّ لَم يَزَلِ البَلاءُ يَشتَدُّ ويَزدادُ إِلى زَمانِ عُبَيدِ اللهِ بنِ زِيادٍ قَاتِلِ الحُسَينِ(عليه السلام)...»[2].

وأَما قادة معسكر الأُمويين ومن تلطخت يده بدم سيد الشهداء (عليه السلام) فهم: عمر بن سعد قائد الجيش، وهو ابن سعد بن أبي وقاص، وعبيد الله بن زياد، هو ابن زياد بن أَبيه، وأَما الشِّمر فهو ابن الصحابي ذو الجوشن الضبابي، وشبث بن ربعي من تميم، وحجار بن أبجر كان أبوه نصرانياً، وكان حَجّارُ سيد بكر بن وائل، وقيس بن الأَشعث هو ابن الأَشعث بن قيس من أَصحاب النَّبي (صلى الله عليه وآله).

ولو أَردنا البحث عن قتلة الإِمام الحسين (عليه السلام) لطال الكلام ولوجدنا قادتهم أبناء الصحابة من الجزيرة العربية وليس من أهل العراق[3].

وقد يقول قائل: إن من هؤلاء القادة هم شيعة الإِمام عليٍّ (عليه السلام)، وذلك لأَنهم كانوا معه في صِفّين، وبعضهم من قادة جيشه؟

نقول كان مع أَمير المؤمنين (عليه السلام) في صِفّين جميع المسلمين ما عدا أَهل الشام الذين خرجوا مع معاوية؛ لأن المسلمين المخالفين يعتقدون بأمير المؤمنين (عليه السلام) خليفةً رابعاً، فعندما يقاتلون معه فلأنه الخليفة الرابع، لا للاعتقاد بإِمامته، فلا يُطلق عليهم شيعة، ولو كان هذا الكلام صحيحاً ـ من أن كل من قاتل مع الإِمام عليٍّ (عليه السلام) هو من شيعته ـ لكان الخوارج الذين هم أَربعة آلاف هم من شيعته، في حين لا يقول أَحد بذلك.

مجلة اليقين العدد (42)


[1] شرح النهج لابن أبي الحديد: ج11، ص44 ـ 46.

[2] أعيان الشيعة: ج1، ص21.

[3] انظر معرفة الثقات للعجلي ج1 ص448.