لقد توافق المسلمون على أن الآيات من سورة هل أتى (الدهر): (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ) إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)، ومجموعها (18) آية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجارية لهم تسمي فضة، وذكر في الغدير أن الرواية المذكورة قد نقلت عن طريق (34) عالماً من علماء أهل السنة المشهورين (مع ذكر اسم الكتاب والصفحة)، وعلى هذا، فإن الرواية مشهورة، بل متواترة عند أهل السنة[1].
وذلك في قصة التصدق على المسكين واليتيم والأسير، وهو المروي عن أغلب أهل التفسير والحديث.
واتفق علماء الشيعة على أن السورة أو ثمان عشرة آية من السورة قد نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وأوردوا هذه الرواية في كتبهم واعتبروها من مفاخر الروايات الحاكية عن فضائل أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، واشتهارها كان مدعاة لذكرها في الأشعار حتى أنها وردت في شعر (الشافعي) وتثار عند المتعصبين هنا حساسيات شديدة بمجرد سماعهم رواية تذكر فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) فيعمدون إلى إثارة العديد من الاشكالات واختلاق أسباب لنزول هذه السورة والتي منها:
ما نقله السيوطي في الدر المنثور قال: إن رجلا أسود كان يسأل النبي عن التسبيح والتهليل، فقال له عمر بن الخطاب: مه أكثرت على رسول الله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (مه يا عمر)، وأنزلت على رسول الله هل أتى[2].
وفي الدر المنثور عن ابن عمر قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله فقال له رسول الله: (سل واستفهم)، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال: (نعم، والذي نفسي بيده، إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام)، ثم بين ما يترتب من الثواب لمن يقول لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده. ونزلت عليه السورة (هل أتى)[3].
إن ما ذكر في هذه الروايات لا يتناسب مع مضمون آيات السورة، والمتوقع هو وضع هذه الرواية من قبل عمال بني أمية وتزويرها لدحض ما تقدم وما قيل في سبب النزول في حق علي وأهل بيته (عليهم السلام).