اسمه ونسبه: أسمه ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري من قبيلة الخزرج.
سيرته:
كان ثابت بن قيس من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) البارزين، وكان خطيباً في قومه، شهد أُحداً وباقي الغزوات.
ومن صفاته الأخرى أنه كان يجهر بالقول عند التكلم، فلما نزل قوله تعالى: (..لا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ..)[1]، قال ثابت: أنا كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله)، وأجهر له بالقول، فإذن قد حبط عملي، وأنا من أهل النار.
فانطوى على نفسه وأخذه الوساوس، فذكروا حاله للرسول (صلى الله عليه وآله)، فقال (صلى الله عليه وآله): أبلغوه أنه من أهل الجنة وليس من أهل النار.
خطيب الرسول (صلى الله عليه وآله):
روي أنه كان بارعاً في فن الخطابة، وكان يقال له خطيب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
كما روي أن وفداً من قبيلة تميم جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فطلب منه أن يأذن لخطيبهم بالخطابة، فقام وقال: (الحمد لله الذي جعلنا ملوكاً، ووهب علينا أموالاً عظاماً، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثر عدداً و)، ثم جلس.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لثابت بن قيس: قم فأجبه.
فقام ثابت وقال: (الحمد لله الذي جعل السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يكن شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أنه جعلنا ملوكاً، واصطفى من خير خلقه رسولاً، أكرمهم نسباً، وأصدقهم حديثاً، وأفضلهم حسباً، فأنزل الله علينا كتاباً وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله على العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان بالله، فآمن به المهاجرون من قومه، وذوي رحمه، أكرم الناس أحساباً، وأحسنهم وجوهاً، فكان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحن، فنحن أنصار رسول الله وردؤه، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن نكث جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً، أقول هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم)[2].
وروي أنهم على أثر هذه الخطبة المؤثرة لثابت بن قيس أعلنوا إسلامهم للنبي (صلى الله عليه وآله).
موقفه من بيعة أبي بكر:
ثابت بن قيس كان من أنصار أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ولمّا همَّ القوم بإحراق دار الزهراء (عليها السلام) لامتناع علي (عليه السلام) من مبايعة أبي بكر، قال أمير المؤمنين لثابت بن قيس: (إن القوم استضعفوني وأرادوا إحراق بيتي، لأنني ما بايعت أبا بكر، فقال له ثابت: يا علي هذه يدي بيدك، وأنا معك، لا يُفرّق بيننا إلا الموت)[3].
ذكر اليعقوبي أنه لما استخلف أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان أول من تكلم من الأنصار ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري فقال: (والله يا أمير المؤمنين لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدين، ولئن سبقوك أمس لقد لحقتهم اليوم ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك ولا يجهل مكانك يحتاجون إليك فيما لا يعلمون وما احتجت لاحد مع علمك)[4].
وفاته:
استشهد ثابت بن قيس الأنصاري (رضي الله عنه) في سنة (11 هـ) باليمامة.
مجلة بيوت المتقين العدد (50)