مسجد الكريستال في ماليزيا

مسجد الكريستال في ماليزيا

يعدّ المسجد المكان الأكثر أماناً، حيث يلجأ المؤمنون إليه في مختلف أنحاء العالم، ومن هذا المنطلق أدرك صانعو الفن أن المسجد خير مكان لإبراز الفن، والعبقرية، والإبداع، فانصبّت جهودهم واهتمامهم على ذلك للفوز برضوان الله تعالى، وساعدهم مالكو المال الذين أنفقوا أموالهم في سبيل تعمير وتجميل بيوت الله، وبالتالي التقى الفنانون وأصحاب المال للوصول إلى المرتبة الأفضل، وهي أعلى سلم الجمال في المساجد.

تاريخ البناء:

يُصنّف مسجد الكريستال في ماليزيا ضمن أجمل (10) مساجد في العالم، المسجد الذي يعرف أيضاً بـ(المسجد البلوري) أمر ببنائه السلطان ميزان زين العابدين عام (2006) على ضفة بحيرة بوترا جايا الصناعية، في حديقة التراث الإسلامي بمنطقة (ون مان إيلاند) في ولاية ترينجانو، بمدينة كوالا ترجكانو التي يبلغ عدد سكانها (300) ألف نسمة، والتي يحيطها ببحر الصين من (3) جهات.

استغرقت عملية بناء المسجد عامين، وتبلغ مساحته (2146) متراً مربعاً، ويتسع لأكثر من (15) ألف مصلٍّ، ما جعله الوجهة الأولى لقسم كبير من سكان ماليزيا لأداء صلواتهم وشعائرهم، لا سيما خلال المناسبات والأعياد الدينية، ويعد منطقة جذب سياحية دينية في أرض ترينجانو.

سبب التسمية:

يعدّ (الكريستال) أحد المساجد الفريدة في التصميم، ويحمل اسمه من المواد التي استخدمت فيه، فهو يبدو كقطعة من البلور فائقة الجمال التي تخطف أنظار الجميع.

والمسجد عبارة عن هيكل صلب مغطّى بالكريستال والزجاج فقط، لذا أطلق عليه اسم (الكريستال)، وهذا هو سر تميّزه عن غيره من مساجد العالم.

قبّة المسجد:

قبّة المسجد الكريستالية تعكس ضوءها بطريقة مدهشة عندما تلامسها أشعة الشمس، وفي المساء تنعكس أنوار الإضاءة الملونة عليها بشكل لافت.

وما يميّز (البلوري) عن غيره من المساجد هو احتواؤه على وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل تقنية (واي فاي)، إذ يتمكن زوار المسجد من خلالها الاتصال بشبكة الإنترنت، وتحميل تطبيق تلاوة القرآن الكريم، وتصفح ما يرغبون به من كتب وأبحاث دينية وإسلامية.

قاعة الصلاة:

تتوسّط قاعة الصلاة الرئيسية ثريات ضخمة مصنوعة من الكريستال، وفي الليل يضاء المسجد بضوء رائع يغير لون قبابه ومآذنه باللون الوردي والأخضر والأصفر والأزرق.

أما الزجاج والأبواب، فقد كتبت عليها آيات قرآنية بخط محفور جميل، فضلاً عن أن السجادة الكبيرة التي تفترش المسجد من الداخل على شكل قطعة واحدة، تتميز بأنها لينة للغاية ما يشعر الزّوّار والمصلّين بالراحة والدفء.

ويحتوي المسجد على نسخ مصغّرة لأهم المساجد في العالم الإسلامي كمسجد تاج محل، ومسجد الصخرة في القدس، ومئذنة شيان في الصين، كما تحتوي الحديقة الإسلامية على حديقة مائية ومركز للمؤتمرات، ودار للضيافة خاصة بالسياح، وكأن المسجد يتحول إلى مدينة ترفيهية تمزج بين مفاهيم الدين والسياحة.

فائدة عامة:

تطهّر في الدار: توضّأ في المنزل قبل أن تسير إلى المسجد لتنال بذلك البشارة من الله تعالى بشجرة طوبى، فقد روي أنّ في التوراة مكتوباً: (إنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي، وحقٌّ على المزور أن يُكرم الزائر)[1].

المصدر: بيوت المتقين (85) شهر جمادى الأخرة 1442هـ

 


[1]  وسائل الشيعة الحرّ العامليّ: ج 5، ص 199.