أبو مسعود البدري

اسمه:

عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود البدري، وهو مشهور بكنيته.

ولادته:

لم نعثر على تاريخ ولادته.

سيرته:

- من صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله). اشترك في حروبه كلها إلا بدرا[1].

- أسلم مع الأنصار، وخرج إلى العَقَبَة مع السبعين من الأنصار، فشهد بيعة العقبة الثانية، وكان أصغر السبعين من الأنصار الذين شهدوها. عده البخاري في البدريين، والأشهر لم يشهدها، نعم، سُمى بدرياً لأنه نزل ماء بدر وسكن بجوارها، وشهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد.

- نهاه النبي(صلى الله عليه وآله) عن ضرب الغلام، قال أبو مسعود البدري: (كنتُ أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي: «اعلم أبا مسعود»، فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني إذ هو رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإذا هو يقول: «اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود» قال: فألقيت السوط من يدي، فقال: «اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام»، قال: فقلتُ: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً)[2].

- نزل الكوفة، وكان من أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، واستخلفه الإمام علي (عليه السلام) على الكوفة لما سار إلى معركة صفين، وتخبأ رجال لم يخرجوا مع الإمام علي(عليه السلام) فقال أبو مسعود على المنبر: (أيها الناس من كان تخبأ فليظهر، فلعمري لئن كان إلى الكثرة إن أصحابنا لكثير، وما نعده قبحاً أن يلتقي هذان الجبلان غداً من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء. حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين. ولكن نعد قبحًا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم)[3]. ثمّ عزله الإمام علي(عليه السلام) عنها.

روايته للحديث النبوي:

كان يكثر رواية الحديث، روى عنه جمع من التابعين، منهم: ابنه بشير وعبد الله بن يزيد الخطمي وأوس بن ضمعج وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعلقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع، وعمرو بن ميمون، وربعي بن حراش، وقيس بن أبي حازم وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعامر الشعبي.

أُختلف في تاريخ وفاته:

رجع أبو مسعود إلى المدينة المنورة، ومات بها في آخر حياة معاوية بن أبي سفيان، بينما قال خليفة بن خياط والمدائني: مات قبل سنة 40 هـ، وقال ابن الأثير: توفي سنة 41 هـ أو 42 هـ، ومنهم من يقول: مات بعد سنة 60هـ.

مجلة بيوت المتقين العدد (82)


[1] الاستيعاب ابن عبد البر: ج3، ص184.

[2] المحلى ابن حزم: ج9، ص209.

[3] تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر: ج40، ص522.