أنّهم الغُرباء الفارّون بدينهم

روي عن الإمام الجواد (عليه السلام): (إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعده ثمّ خَفِي، فويلٌ للمرتاب، وطُوبى للغريب الفارّ بدينه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداث تَشيب فيها النواصي، ويُسيَّر الصُّمّ الصِّلاب)[1]. أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر الخلق الكثير والجم الغفير، ولم يبق عليه ممن كان فيه إلا النزر اليسير، وذلك لشك الناس، وضعف يقينهم، وقلة ثباتهم على صعوبة ما ابتلي به المخلصون الصابرون والثابتون والراسخون في علم آل محمد (عليهم السلام) الراوون لأحاديثهم هذه، العالمون بمرادهم فيها، الدارون لما أشاروا إليه في معانيها، الذين أنعم الله عليهم بالثبات، وأكرمهم باليقين وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام)أنّه قال لشيعته: (... خالِطوا الناسَ بأبدانكم، وزايِلوهم بقلوبِكم وأعمالِكم...)[2] ، وأنّه قال: (لا تَستوحِشوا في طريق الهُدى لقلّةِ أهلِه)[3].

 


[1] الغَيبة للنعماني:ص192.

[2] الغَيبة للنعماني: ص33.

[3] نهج البلاغة:ص181.