الإمام الحسن (عليه السلام) على بصيرة من ربه، كان يرى أن الأمة آخذة في الانهيار بين يدي أبيه (عليهما السلام) وقد ظهرت بوادر استسلامها لموجة بني أمية! لكنه أراد أن يستغل مدة خلافته القصيرة، وبالأحرى ما تبقي لخلافة أبيه (عليهما السلام)، لتحقيق هدفين:
الأول: تركيز مشروع أبيه لإعادة العهد النبوي بكل ما يمكنه من قول وفعل.
والثاني: تقليل خسائر الانهيار وخسائر الصلح المفروض عليه إلى أقل حد ممكن، وضمان ما يمكن ضمانه من مصلحة الإسلام والأمة، مع علمه أن معاوية لا يفي لأحد بعهد ولا ذمة! فقد أنزل الله فيه وفي أسلافه: (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ)[1].
[1] التوبة:10.