اسمه ونسبه: جَون ـ جوين ـ بن حُوَي ـ جوي ـ بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن حوي، مولى أبي ذر الغفاري.
ولادته: لم نعثر على تاريخ ولادته.
أخباره: عاصر من المعصومين: الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين(عليهم السلام).
-كان عبداً اشتراه أمير المؤمنين(عليه السلام) بمائة وخمسين ديناراً، ووهبه لأبي ذر الغفاري، فكان عنده.
- خرج مع أبي ذر عندما نُفي إلى (الربذة)، فلما توفّي أبو ذر سنة 32 هـ رجع جَون إلى المدينة، وانضمَّ إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثمّ من بعده إلى الإمام الحسن(عليه السلام)، ثمّ إلى الإمام الحسين(عليه السلام).
ومن أخباره يوم الطف ما ذكره غير واحد من المؤرخين منهم الشيخ المفيد في الإرشاد، عن علي ابن الحسين (عليهما السلام): قال: «إنّي لجالس في تلك العشية التي قُتل أبي في صبيحتها، وعندي عمّتي زينب تمرضني، إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه
وأبي يقول:
يا دهر أفٍ لك من خليل كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل والـدهر لا يقنــع بالبـديل
وإنـّــما الأمـر إلى الجلــيل وكــل حي ســالك سبيلي
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أن البلاء قد نزل...»[1].
وبعض الناس يتوهم أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو الذي كان يصلح السيف، والصواب أنّ جونا هو الذي كان يصلح السيف للإمام الحسين(عليه السلام)[2].
شهادته:
لما خرج الإمام الحسين(عليه السلام) إلى (كربلاء) خرج جون معه، ووقف يوم العاشر من مُحرّم الحرام أمام الإمام(عليه السلام) يستأذنه للقتال.
فقال(عليه السلام) له: «يا جون إنّما تبعتنا طلباً للعافية».
فوقع على قدميه(عليه السلام) يقبلهما ويقول: أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم، حتى أذن له الإمام(عليه السلام).
فخرج جون إلى القتال وقاتل، فقتل جماعةً حتى استُشهد مع الإمام الحسين(عليه السلام) في (كربلاء)، في يوم العاشر من مُحرّم الحرام عام (61 هـ).
وقد دعا له الإمام الحسين(عليه السلام) بعد مصرعه بهذا الدعاء:
«اللَّهُمَّ بَيِّض وجهه، وطَيِّب رِيحه، واحشره مع الأبرار».
وقد دفن مع بقيّة الشهداء عند رجلي الإمام الحسين(عليه السلام)، وقد ورد اسمه في زيارة الشهداء:
«اَلسَّلَامُ عَلَى جَوْنٍ مَوْلَى أَبِيذَرٍّ الْغِفَارِيِّ»[3].
مجلة بيوت المتقين العدد (94)