من النجوم التي أضاءت شمس العقيدة والإيمان، وكان له بصمة واضحة ودور كبير في حياة أئمّة الهدى (عليهم السلام) هو إبراهيم بن محمّد الهَمَداني، وهو من الموالين المخلصين الثقات، فقد عاصر ثلاثة من المعصومين (عليهم السلام)، وهم الإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي (عليهم السلام).
وهو ثقة عظيم الشأن والمنزلة، قال عنه النجاشي في رجاله: وكيل (أي: إنّه وكيل الناحية المقدّسة)، روى عن الرضا (عليه السلام)، وروى عنه ابنه علي، وإبراهيم بن هاشم. روى عن الرضا والجواد والهادي (عليه السلام)، وروى عنهم اثنين وعشرين مورداً.
وروى أيضاً عن: محمد بن عبيدة وكان أحد الوكلاء، وكان (رضي الله عنه) كثيرَ الحج (إذ حجّ إبراهيم أربعين حجة)، وهو ذو منزلة عند الجواد (عليه السلام)، وكان وكيلاً له.
رُوي أنّ الامام الجواد (عليه السلام) كتب إليه كتاباً يترضى عليه فيه، ويدعو له، ثمّ كتب إلى مواليه في همدان يأمرهم بطاعته والمصير إليه، ويعلمهم مكانة إبراهيم عنده، وأنّ لا وكيل له سواه[1].
وله رواية معروفة في زرارة (رضي الله عنه)، إليكم نصها: قُلتُ لِلرِّضا (عليه السلام) -وهي على لسان إبراهيم الهمداني-: يَا بنَ رَسولِ اللهِ، أخبِرني عَن زُرارَةَ، هَل كانَ يَعرِفُ حَقَّ أبيكَ(عليه السلام)؟ فَقالَ (عليه السلام): «نَعَم». فَقُلتُ لَهُ: فَلِمَ بَعَثَ ابنَهُ عُبَيدَ اللهِ لِيَتَعَرَّفَ الخَبَرَ إلى مَن أوصَى الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ (عليه السلام)؟ فَقالَ (عليه السلام): «إنَّ زُرارَةَ كانَ يَعرِفُ أمرَ أبي (عليه السلام) وَنَصَّ أبيهِ عَلَيهِ، وإنَّما بَعَثَ ابنَهُ لِيَتَعَرَّفَ مِن أبي (عليه السلام): هَل يَجوزُ لَهُ أن يَرفَعَ التَّقِيَّةَ في إظهارِ أمرِهِ ونَصِّ أبيهِ عَلَيهِ، وَأنَّهُ لَمّا أَبطَأَ عَنهُ ابنُهُ طولِبَ بِإِظهارِ قَولِهِ في أبي(عليه السلام)، فَلَم يُحِبَّ أَن يُقدِمَ عَلى ذلِكَ دونَ أمرِهِ، فَرَفَعَ المُصحَفَ وَقالَ: اللّهُمَّ إنَّ إمامي مَن أثبَتَ هذَا المُصحَفُ إمامَتَهُ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ(عليه السلام)»[2].
المصدر: مجلة اليقين العدد (69)، الصفحة (11).