مسجد الإمام في إيران

مسجد الإمام في إيران

تختلف عمارة المساجد في إيران من منطقة لأخرى وفقاً للأسس الهندسة المتبعة والمواد والأساليب المستخدمة في تلك المناطق. هذه المساجد غالباً ما يكون لديها بناء غاية في التعقيد مع استخدام واسع للألوان والآجر وقطع الفسيفساء مما يؤدي بدوره لإنتاج أعمال مفعمة بالإحساس. قبة المسجد ومع انعكاس ضوء الشمس عليها تبدو وكأنّها جوهرة من الفيروز المتألق على سطح المسجد، فالمسافرون الذين يعبرون إيران عبر طريق الحرير يستطيعون على بُعد أميال رؤية هذه القبب المتألقة.

هناك الكثير من المساجد العصرية في جميع أنحاء العالم تم بناؤها على مدى العقود الماضية، حيث تُعتبر تحفة معمارية غاية في الجمال والروعة إلّا أنّها لا تملك قيمة تاريخية توازي بها المساجد الأثرية الموجودة في البلاد الإسلامية. لهذا السبب، إيران لديها مجموعة كبيرة من المساجد الجميلة والتي -للأسف- لا يعرف الكثير من الناس بوجودها.

الموقع:

مسجد الإمام هو المسجد التاريخي المرموق في أصفهان، من بين المباني المهمّة للعمارة الإسلامية في إيران والمعروفة بأسماء أخرى مثل: مسجد المهدي، جامع عباسي، مسجد السلطان، يقع على الجانب الجنوبي من ساحة الإمام (نقش جهان) في مدينة أصفهان.

التأسيس:

بناء المسجد تحفة رائعة من العمارة والأعمال الحجرية، ويعود تاريخ بناءه للعام 1611م، وانتهى في 1629م.

القبة:

تبلغ قبة المسجد الكبيرة والسامية ذات القبة المزدوجة 52 متراً، ويبلغ ارتفاع المِئْذَنَة داخلها 48 متراً، ويبلغ ارتفاع المدخل الموجود في بوابته في ميدان الإمام 42 متراً. 

المِئْذَنَة:

إنّ المِئْذَنَة هي ما يميّز أي مسجد ويجعله متفوقاً على مسجد آخر، فلهذا المسجد أربعة مآذن في الداخل، فإنّ الخصائص الصوتية وانعكاس الأصوات للنقطة المركزية أسفل القبة مباشرةً كانت أمراً مُحيراً ومثيراً للإعجاب من قبل الكثير من الزوار، فبراعة المعماريين عند بناء القبة جعلت من صوت الإمام مسموعاً بوضوح لدى الجميع داخل المسجد حتى ولو كان ضعيفاً وخافتاً. إنّ الهندسة المعمارية للمسجد معقدة للغاية مع شرفات وساحات متعددة. كما أنّ صورة هذا المسجد موجودة خلف الورقة النقدية من فئة 20000 ريال.

مسجد الإمام في محافظة أصفهان هو مثال غاية في الروعة على فن العمارة الإسلامية الإيرانية، فقد تم تسجيل هذه التحفة الأبدية إلى جانب ساحة نقش جهان ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، كما أن سبب عظمته وبهاءه يعود بشكل أساسي لجمال زخارفه وحجارته الآجرية ذات الألوان السبعة إضافة للنقوش والكتابات التي خُطت عليه.

يقول آرثر بوب (Arthur Pope) الباحث الأمريكي والخبير في فن العمارة الإيرانية: «إنّ الفن الإيراني الراقي وبالمعنى الصحيح للكلمة كان مرافقاً على الدوام لفن العمارة والذي كان لديه أسلوبه الخاص، حيث كان هذا الفن المعماري متفوّقاً على سائر الفنون في المدّة التي سبقت الإسلام وفي المدّة التي تلته أيضاً».

المصدر: بيوت المتقين (78) شهر ذي القعدة 1441هـ